قصة قصيدة خلوا لنا عن الفرات الجاري

اقرأ في هذا المقال


بعد أن توفي عثمان بن عفان نشبت الخلافات بين المسلمين، وانقسموا إلى قسمين، أهل العراق مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأهل الشام مع معاوية بن أبي سفيان، ونشبت بينهم حرب يقال لها واقعة صفين، واليوم نقص عليكم بعض أحداث تلك الواقعة.

من هو الأشتر النخعي؟

هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة النخعي، الملقب بالأشتر، تابعي من أهل الكوفة في العراق.

قصة قصيدة خلوا لنا عن الفرات الجاري

أما عن مناسبة قصيدة “خلوا لنا عن الفرات الجاري” فيروى بأن علي بن أبي طالب كان قد أرسل زياد بن النضر الحارثي كمقدمة لجيشه ومعه ثماني آلاف مقاتل، فسار زياد ومن معه في طريق غير طريق الخليفة، ووصلهم الخبر بأن معاوية بن أبي سفيان قد خرج ومعه جيش من أهل الشام ليلاقي الخليفة، فخافوا من قلة عدد مع من الخليفة، فعدلوا عن طريقهم، وعادوا والتحقوا مع الخليفة، فقال لهم الخليفة: مقدمة جيشي تأتي من ورائي، فاعتذروا منه، وعذرهم، ووضعهم في مقدمة جيشه، ومن ثم أكمل الجيش مسيره، حتى لقي مقدمة جيش معاوية، وكان على رأسه أبو الأعور السلمي، فدعاه زياد إلى مبايعة أمير المؤمنين، ولكنه رفض.

فبعث زياد إلى الخليفة يخبره بذلك، فبعث له الخليفة الأشتر النخعي، وأمره بأن لا يقاتلهم إلا إن بدأوا بالقتال، وأن يدعوهم إلى البيعة مرة أخرى، وأن ينتظر حتى يصل إليه، فلم يقاتلوهم في ذلك اليوم، وفي المساء حمل عليهم أبو الأعور، ولكنهم لم يقاتلونهم امتثالًا لأمر الخليفة، فانصرف أهل الشام، وفي اليوم التالي، قتل رجل من أهل العراق رجل من أهل الشام، فخرج أبو الأعور وجيشه، لكي يلاقوهم، فطلب منه الأشتر أن يبارزه، ولكن أبو الأعور رفض، ولم يجبه إلى ذلك، ولكن الليل قد حل، ولم يتقاتل الطرفان.

وفي اليوم الثالث وصل علي بن أبي طالب وجيشه، ووصل معاوية بن ابي سفيان ومعه جيشه، فتقاتل الطرفان، واستمروا في القتال وقتًا طويلًا، ومن ثم توقف القتال، وكان جيش معاوية قد سبق جيش علي إلى الماء، واختاروا أفضل وأسهل وأفسح مكان عليها، ونزل جيش علي بعيدًا عن الماء، وعندما أراد أهل العراق أن يشربوا، منعهم من ذلك أهل الشام، فوقع بينهم قتال بسبب ذلك، وقالوا لهم: موتوا عطشًا كما منعتم عن عثمان بن عفان الماء، واستمروا في القتال حتى أتى الأشتر النخعي من العراقيين، وعمرو بن العاص من أهل الشام، وعندها اشتد القتال بين الطرفين، وكان الأشتر وهو يقاتل ينشد قائلًا:

خَلُّوا لَنَا عَنِ الفُرَاتِ الجَارِي
أوِ اثبُتُوا لِلجَحفَلِ الجَرَّارِ

يطلب الأشتر النخعي من أهل الشام أن يتركوهم يشربوا الماء من نهر الفرات، أو أن يثبتوا على قتالهم إن لم يفعلوا.

بِكُلِّ قِرنٍ مُستَمِيتٍ شَارِي
مُطَاعِنٍ بِرُمحِهِ كَرَّارِ
ضَرَّابِ هَامَاتِ العِدَى مِغوَارِ

وبقي أهل الشام يمنعون أهل العراق عن الماء، حتى أجبرهم أهل العراق عن الابتعاد عنها، ومن ثم اتفق الطرفان على الورود عليها، من دون أن يتكلموا، أو يؤذوا بعضهم البعض.

الخلاصة من قصة القصيدة: التقى جيش الخليفة علي بن أبي طالب مع جيش معاوية بن أبي سفيان في منطقة يقال لها صفين، وحصل بينهم قتال طويل.

المصدر: كتاب "وقعة صفين" تأليف ابن مزاحم المنقريكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: