قصة قصيدة خليلي مر بالعراق مناديا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة خليلي مر بالعراق مناديا

أمّا عن مناسبة قصيدة “خليلي مر بالعراق مناديا” فيروى بأن الشريف البياضي، وهو أبو جعفر مسعود بن عبد العزيز البياضي، دخل في يوم من الأيام إلى قصر رجل يقال له فخر الملك وهو وزير السلطان السلجوقي بيركياروق، وبينما هو في القصر رأى إحدى جواري الوزير، فأعجب بها، وتوجه إليها، ووقف معها، وحدثها، وبينما كان الاثنان يتحدثان، كان حبها في قلبه يكبر شيئًا فشيئًا، وأحبته هي الأخرى، وأصبح الاثنان يتقابلان، حتى شاع خبرهما بين أهل المدينة، ولكنهما لم يتوقفا عن اللقاء، وقد قال فيها الكثير من الأشعار، منها قوله:

خليليّ مرّ بالعراق منادياً
إلا من رأى قلباً من الوجد باليا

وإن أنتما أعييتما في ابتغائه
ولم تجداه فابغيا لي ناعيا

وفي يوم من الأيام مرضت هذه الجارية، وعندما وصل الخبر إلى الشريف البياضي مرض هو الآخر، وبعد عدة أيام ماتت، وعندما وصله خبر وفاتها ذهب عقله، وبقي شهرًا أو أقل، ومن ثم لحق بها.

ومنها أيضًا قوله فيها

دع الوقوف على الأطلال والدمن
فليس ينفع مسكون بلا سكن

أما تراني لا أثني على طلل
بعد الفراق ولا آوي إلى وطن

وكيف يأنس قلبي بالديار وقد
أصاب فيها الردى من كان يؤنسني

إن الذين أذاقوني فراقهم
أفنيت بعدهم دمعي من الحزن

لله من لعبت أيدي المنون به
ضنا بما فيه أن يبقى على الزمن

جعلت روحي له من روحه عوضاً
مقيمة معه في ذلك الكفن

فصار كالحي إذ روحي تحل به
وصرت كالميت إذ لا روح في بدني

وكيف تصحب روحي بعده جسدي
وكان إن غاب تأبى أن تصاحبني

نبذة عن الشريف البياضي

أبو جعفر مسعود بن عبد العزيز بن المحسن بن الحسن بن عبد الرزاق البياضي، ولد في مدينة بغداد في العراق، ونشأ فيها، وعاش فيها معظم حياته، وهو شاعر عربي هاشمي يعود نسبه إلى عم الرسول صل الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب.

لقب بالبياضي لحبه ارتداء اللون الأبيض، فكان دائمًا ما يرتديه، ولا يعرف الكثير عن حياته.

توفي في عام أربعمائة وثمانية وستون للهجرة في مدينة بغداد.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: