قصة قصيدة رأيت الخمر صالحة وفيها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة رأيت الخمر صالحة وفيها

أمّا عن مناسبة قصيدة “رأيت الخمر صالحة وفيها” فيروى بأنه في يوم من الأيام، وكان ذلك قبل أن يأتي الإسلام ويحرم على الناس شرب الخمر، وفي لك اليوم كان هنالك رجل يقال له قيس بن عاصم، وكان قيس يشرب الخمر، وحينما أثقل في الشراب وذهب عقله، وبينما هو على هذه الحال، قام إلى غرفة ابنته، وفي يده خنجر، وكانت ابنته في تلك الساعة نائمة، فاقترب منها وطعنها في بطنها، فماتت من فورها، ومن ثم خرج إلى الحي، وأخذ يسب نفسه ويسب زوجته أمام الناس، ومن ثم أخذ ينظر إلى القمر وهو يتكلم مع نفسه، والناس تنظر إليه، وهم متعجبون مما يفعله، ومن ثم توجه إلى المكان الذي يشتري منه خمره، وقام بشراء الخمر، وأعطى البائع الكثير من أمواله، ومن ثم عاد إلى بيته، وأخذ يشرب الخمر، حتى نام.

وفي صباح اليوم التالي، عندما أفاق، رأى أن هنالك الكثير من الناس في بيته، فاستغرب من ذلك، وخرج إليهم، وسألهم هن خبر ما يحصل، فأخبروه بما فعله في الليلة الفائتة، فأخذ يبكي على ابنته، التي كان يحبها كثيرًا، ومن ثم حرم شرب الخمر على نفسه، ولم يعد إلى شربه في حياته، وقال في ذلك أشعارًا كثيرة، منها قوله:

رأيت الخمر صالحة وفيها
خصال تفسد الرجل الحليما

فلا والله أشربها صحيحا
ولا أشفي بهـا أبـدا سقيما

ولا أعطي بها ثمنا حياتي
ولا أدعـو لهـا أبــدا نديمـــا

فإن الخمر تفضح شاربيها
وتجنيهم بها الأمر العظيما

نبذة عن قيس بن عاصم

هو أبو علي هو قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وهو سيد من سادات العرب، دخل الإسلام، وهو صحابي جليل، أتى مع وفد بني تميم إلى رسول الله صل الله عليه وسلم في السنة التاسعة من الهجرة، واشتهر بحلمه وشجاعته، فقد كان فارس كثير الغارات، كان سيدًا قبل الإسلام، وكان سيدًا بعد الإسلام.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: