قصة قصيدة راحت رواحا قلوصي وهي حامدة
أمّا عن مناسبة قصيدة “راحت رواحا قلوصي وهي حامدة” فيروى بأنه في يوم من الأيام خرج أبو وجزة السعدي إلى المدينة المنورة، وكان معه رجلًا يقال له أبو زيد الأسلمي، فقام أبو وجزة آل زبير، وقام أبو زيد بمدح رجل يقال له إبراهيم بن هشام المخزومي، وعندما جلس الاثنان سوية من بعد ذلك قال أبو وجزة لأبي زيد إن شاركتك ما يعطيني آل زبير من عطايا، فهل تشاركني ما يعطيك إبراهيم بن هشام؟، فرفض أبو زيد، لأنه كان يرجو أن تكون جائزته خير من جائزة أبو وجزة.
وعندما وصل الاثنان إلى المدينة المنورة، قام أبو زيد بالتوجه إلى مجلس إبراهيم بن هشام، واستأذن للدخول إليه، ولكن ابن هشام لم يسمح له بالدخل إلى المجلس، فأنشد القصيدة التي مدحه فيها من خارج المجلس، وهو يصيح، فقال ابن هشام لمن عنده: أخرج إلى هذا الرجل واضربه وأبعده من هنا، فخرج إليه وضربه وطرده.
وتوجه أبو وجزة إلى ديار آل زبير ومدحهم، فكتبوا كتابًا إلى عامل لهم في منطقة يقال لها الفرع، وبعثوا في الكتاب بأن يعطيه ستين وسقًا من التمر، وعندما هم بالخروج من ديارهم، أعطوه ذلك الكتاب، فخرج من الديار، وانصرف عنهم والكتاب معه، وبينما هو خارج أنشد قصيدة يمدح فيها كرمهم، قائلًا:
راحَت رَواحاً قَلوصي وَهي حامِدَةٌ
آلَ الزُبَيرِ وَلَم تَعدِل بِهم أَحَدا
راحَت بِسِتّينَ وَسقاً في حَقيبَتِها
ما حُمِّلَت حَملَها الأَدنى وَلا السَدَدا
ما إِن رَأَيتُ قلوصاً قَبلَها حَمَلَت
سِتّينَ وَسقاً وَلا جابَت بِهم بَلَدا
ذاكَ القِرى لا قِرى قَوم رَأَيتُهُم
يَقرونَ ضَيفَهُمُ الملويَّةَ الجُدَدا
نبذة عن أبو وجزة السعدي
هو: يزيد بن عبيد بن وهيب بن خالد بن عامر بن عمير بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو شاعر من شعراء التابعين، خرج مع عمر بن الخطاب إلى الشام، وهو محدث ثقة.
توفي أبو وجزة السعدي في عام مائة وثلاثون للهجرة في المدينة المنورة.