قصة قصيدة رد ثوبي مصندلا بعدما كان

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة رد ثوبي مصندلا بعدما كان

أمّا عن مناسبة قصيدة “رد ثوبي مصندلا بعدما كان” فيروى بأن علي بن ظافر كان يخدم الأشراف، وكان يصحبه ليفعل ذلك رجل من أهل العلم والخبرة، يقال له جمال الدين، وعندما رأى علي بن ظافر ما على هذا الرجل من اختلال، أراد أن ينفصل عنه، وأصبح يدعو الله طوال الليل والنهار أن يسهل انفصاله عنه ويعجله، وتيسير ما كان يرجوه منه، وبقي على هذه الحال مدة طويلة، ولم يستطع الانفصال عنه، حيث أصبح الأمر مشهورًا عند كل أهل المدينة.

وفي يوم من الأيام قال له جمال الدين بأنه أصبح مشغول البال بما يسمعه منه في ذلك، وأخبره بأنه رأى في منامه أنه كان في مسجد دمشق، وكان يجلس بالقرب منه شيخ كبير في العمر، وكانوا كأنهم ينتظرون الصلاة، وبينما هم جالسون، دخل شاب من الباب الغربي للمسجد، فقال له الشيخ: أجز يا أبا العباس:

إن ابن ظافر سوف يظفر
بالذي يرجوه عاجل

فقال له الشاب:

ظفرت عداه بخيبةٍ
وغدا لما قد شاء نائل

فسر علي بما سمعه، وفي ذلك اليوم انفصل علي بن ظافر عن خدمة الشيخ، وكان انفصاله عنه على وجه جميل، ولم يبق في قلب أحدهم أي كراهية للآخر، وكان ذلك لعلي أعظم ظفر، ولم يبق أمام علي بن ظافر إلا الرجوع إلى البلد الذي نشأ فيه، والوطن الذي كان أول أرض مس ترابها جلده، وكان يرجو الله تعالى أن يمكنه من الوصول إلى هنالك، وتوجه عائدًا إلى مصر، وكان معه في رحلته إلى هنالك رجل يقال له ابن مؤيد، وبينما هم في الطريق إلى هنالك، ثار غبار شديد، غطى وجه الأرض، وحجب ضوء الشمس، فأنشد ابن مؤيد قائلًا:

وقتامٍ إذا رآه بصير
عاد مما يقذيه مثل الضرير

ثم استجاز علي بن ظافر، فأنشد قائلًا:

رد ثوبي مصندلاً بعدما كان
شديد النقاء كالكافور

نبذة عن علي بن ظافر

هو أبو الحسن علي بن ظافر بن الحسين الأزدي، وهو وزير مصري، كان شاعرًا وأديبًا ومؤرخًا، ولد وتوفي في مدينة القاهرة.


شارك المقالة: