قصة قصيدة رفع الحياء بك اللواء ومجد
أمّا عن مناسبة قصيدة “رفع الحياء بك اللواء ومجد” فيروى بأن عثمان بن عفان رضي الله عنه مشهورًا بأنه كريمٌ جوادٌ، وكان كثير الإنفاق في سبيل الله تعالى، فكان قد وضع جميع أمواله في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين، وكان من بين الأمور التي سخر لها ماله خدمة المسلمين، والجهاد في سبيل الله تعالى، ومن ذلك أنه قام في يوم من الأيام بتجهيز جيش العسرة، وذلك عندما دعا الرسول صل الله عليه وسلم الصحابة لأن ينفقوا في سبيل الله تعالى لكي يجهزوا الجيش الذي سوف يتجه إلى تبوك، وكان من بين الصحابة الذين لبوا دعوة الرسول الصحابي عثمان بن عفان الذي جهز ثلث الجيش.
ويروى بأن الرسول عندما هاجر إلى المدينة المنورة كانت الماء الصالحة للشرب هنالك قليلة، وكان هنالك بئر يقال له بئر رومة، ولكن من يشرب منه عليه أن يدفع ثمنًا مقابل الماء، فدعا الرسول صحابته إلى شراء ذلك البئر، فقام عثمان بشراء نصفه وجعله للمسلمين، وعندما رأى صاحبه بأنه لم يعد يكسب المال منه، باع النصف الآخر له لعثمان، فجعله كاملًا للمسلمين.
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد أصاب المسلمين عام أجدب وصادف ان قافلة من قوافل عثمان قد وصلت إلى المدينة، فاندفع تجار المدينة يريدون شرائها، ولكنه رفض أن يبيع أي منهم، وتصدق بها كاملة للمسلمين، وقد أنشد الشاعر عبد الرحمن العشماوي مادحًا عثمان بن عفان قائلًا:
رفع الحيَاءُ بكَ اللِّواءَ ومجَّد
وإليكَ أهدى حُبَّهُ وتودَّدا
ورآكَ جيش العُسرةِ الكفَّ التي
تعطي وسلَّمكَ السَّخاء المقودا
يا قلب ذي النورين ، مازال الرِّض
بالله يمنحك المقام الأمجدا
حتى الملائك تستحي لمَّا ترى
وجهاً كريما بالحياءِ تودَّدا
في روضِ جودكَ يا ابن عفان التقى
كرمٌ وإخلاصٌ وفيكَ توحَّدا
للمَال في يدك الكريمة موقعٌ
ويظلُّ قلبكَ عن ثرائكَ أبعدا
لله درُّكَ أيها الشَّهم الذي
بسخائه وبجودهِ بلغ المدى
بايعتَ في الرضوان بيعة غائبٍ
مدَّ الرسول لخالقها اليدا
شرفٌ وربك يا ابن عفان ارتقى
بكَ في المكارمِ و المفاخرِ سيدا
تلميذ مدرسة النبوة ، أنه
لأعزَّ مدرسةٍ تعلمنا الهدى
نبذة عن عبدالرحمن العشماوي
هو عبد الرحمن بن صالح العشماوي شاعر من شعراء المملكة العربية السعودية، وقد اشتهر بشعره الإسلامي.