نقص عليكم اليوم خبر ابن شهاب الزهري، فنروي لكم شيئًا من أخباره وصفاته.
من هو فايد بن أقرم؟
هو فايد بن أقرم، شاعر من شعراء العصر الأموي.
قصة قصيدة زر ذا وأثن على الكريم محمد
أما عن مناسبة قصيدة “زر ذا وأثن على الكريم محمد” فيروى بأن ابن شهاب الزهري كان عالمًا، وقد جمع العديد من العلوم، ومن هذه العلوم علم القرآن وعلم الحديث، بالإضافة إلى أنساب العرب، وقد اشتهر ابن شهاب بقوة ذاكرته وقدرته العالية على الحفظ، وكان لا يأكل التفاح، وسبب ذلك أن التفاح ينسي، وكان يحب أكل العسل ويقول بأنه يذكر، وهو تابعي، فكان يسأل صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم الأسئلة طلبًا للحديث، وكان يأتي إلى المجالس من صدورها.
وفي يوم من الأيام خرج من المدينة المنورة بسبب سوء أصاب أهلها، وتوجه إلى دمشق، وكان معه عياله، فدخل إلى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان، وانتسب له، وذكر له حاجته وعياله، فسأله إن كان يحفظ القرآن، فأجابه بانه يحفظه، فسأله عنه، فأجابه، فأعطاه الخليفة ما يكفي قضاء دينه، بالإضافة إلى جائزة، وقال له: أطلب العلم، فإنك صاحب عينًا حافظة وقلبًا ذكيًا، فعاد إلى المدينة وأخذ يطلب العلم ويتتبعه،
ومكان قد قرأ القرآن في ما يقارب الثمان والثمانين يومًا، وكان يخدم عبيد الله بن عبد الله يستسقي له الماء المالح، ويدور على علماء الحديث، ومعه ألواح يكتب عليها ما يسمع منهم من حديث، حتى أصبح واحدًا من أعلم الناس في زمانه، وفيه أنشد فايد بن أقرم مادحًا:
زر ذا وأثن على الكريم محمد
واذكر فواضله على الأصحاب
يمدح الشاعر ابن شهاب الزهري ويقول بانه يجب علينا الثناء عليه وأن نذكر فضائله على الأصحاب.
وإذا يقال من الجواد بماله
قيل: الجواد محمد بن شهاب
أهل المدائن يعرفون مكانه
وربيع ناديه على الأعراب
يشري وفاء جفانه ويمدها
بكسور إنتاج وفتق لباب
الخلاصة من قصة القصيدة: كان ابن شهاب الزهري عالمًا في القرآن والحديث وأنساب العرب، وكان مشهورًا بقدرته العالية على الحفظ، وفي يوم دخل إلى الخليفة عبد الملك بن مروان وقص عليه حاجته، فسأله الخليفة إن كان يحفظ القرآن، فأخبره بأنه يحفظه، فأجزل عليه.