قصة قصيدة زعمت رجال الغرب أني هبتها

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم ما كان من خبر القرامطة وقتالهم مع المغاربة في مدينة القاهرة في مصر، وانتصار المغاربة عليهم هنالك، وعودتهم إلى الشام للتجهيز لقتالهم مرة أخرى.

قصة قصيدة زعمت رجال الغرب أني هبتها

أما عن مناسبة قصيدة “زعمت رجال الغرب أني هبتها” فيروى بأن القرامطة كانوا قد هاجموا مدينة دمشق، وتمكنوا من أخذها، وقتلوا من كان نائبًا عليها وهو جعفر بن فلاح، وكان رئيسهم وأميرهم في تلك الحملة الحسين بن أحمد بن بهرام، وهو رجل من رجال الخليفة عز الدولة، الذي أمده برجال وسلاح كثير، ومن ثم سار صوب الرملة، وتمكن من أخذها، وجعلها حصنًا له من المغاربة.

ومن بعد أن أقاموا فيها مدة من الزمان، تركوها ووضعوا عليها نائبًا لهم، وساروا صوب القاهرة، وكان معهم عدد كبير من الأعراب بالإضافة إلى رجال من الإخشيدية والكافورية، ووصلوا إلى مدينة عين شمس، ولقوا هنالك جنود جوهر القائد، فقاتلوهم قتالًا شديدًا، وظفروا بها، وحاصروا المغاربة محاصرة عظيمة.

وفي يوم من الأيام هجم المغاربة على ميمنة القرامطة، وهزموهم، فتركوا القاهرة، وتوجهوا عائدين إلى الشام، وهنالك بدأوا في حصار بقية المغاربة، وجدوا في ذلك، فأرسل جوهر صاحب عين شمس خمسة عشر مركبًا، والمركبان المتبقيان أخذهما الإفرنجة، فأخذوا منها ثلاثة عشر مركب، وفي خبر ذلك أنشد الحسين بن أحمد بن بهرام قائلًا:

زعمت رجال الغرب أني هبتها
فدمي إذن ما بينهم مطلول

يا مصر إن لم أسق أرضك من دم
يروي ثراك فلا سقاك النيل

يقول الشاعر في هذه الأبيات بأن رجال المغاربة قد أشاعوا بأنه ترك القاهرة وهرب عنها، ودمه مطلول فيما بينهم، ومن ثم يقول بأنه إن لم يسق أرضها من دماء المغاربة، فلن يروي أراضيها ماء نهل النيل.

المصدر: كتاب "الـجامع في أخبار القرامطة في الأحساء الشام العراق اليمن" تأليف سهيل زكاركتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "حسن المحاضرة في أخبار مصر و القاهرة" تأليف السيوطي


شارك المقالة: