قصة قصيدة سيكفيك عبس أخو كهمس

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة سيكفيك عبس أخو كهمس

أمّا عن مناسبة قصيدة “سيكفيك عبس أخو كهمس” فيروى بأنه بعد أن قتل مسعود بن عمرو العتكي، أتى زياد بن عمرو إلى البصرة، ومعه جيش وضع في ميمنته بكر بن وائل، ووضع في ميسرته عبد القيس، وهو في قلب الجيش، وعندما وصل خبر ذلك إلى الأحنف، قال لمن معه: هو شاب صغير، يريد الشهرة، ولا يريد شيئًا آخر، ولا يبالي أين يرمي بنفسه.

وبعد ذلك بعدة أيام، أتاه رجل يقال له حارثة بن بدر الغداني، وكان وقتها في مجلس من بني تميم، فوقف الحارثة وطلب أن يناظر الأحنف، فجلس بنو سعد وبنو الرباب في قلب المجلس، وكان على رأسهم عبس بن طلق الطعان، والملقب بأخي كهمس، فقال حارثة للأحنف:

سيكفيكَ عبسٌ أخو كهمَسٍ
مقارعةَ الأزدِ بالمربد

وتكفيك عمرو على رسلها
لكَيز بن أفصى وما عرّدوا

ونكفيك بكراً إذا أقبلَت
بضربٍ يشيب له الأمرَد

فوقف القوم، وعندها قال لهم الأحنف: يا قوم ربيعة والأزد، والله إننا نحبكم أكثر من تميم الكوفة، فأنتم جيران لنا، ونصرة لنا على أعدائنا، ولكنكم قد أتيتمونا ووطئتم حريمنا، وأحرقتم ديارنا، فما كان منا إلّا أن ندافع عن أنفسنا، ولسنا بحاجة إلى الشر إن كان للخير من طريق.

وعندما وصل خبر ذلك إلى زياد بن عمرو، بعث إليه قائلًا: اختر واحدة من ثلاثة، إمّا أن تنزل أنت ومن معك على حكمنا، أو أن تترك البصرة وترحل أنت وقومك، وإما أن نقتلكم جميعًا، ونهدر دمائكم، فطلب منه الأحنف أن يمهله حتى الغد لكي يرد عليه، وفي اليوم التالي بعث له الأحنف قائلًا: لقد خيرتنا بواحدة من ثلاث ليس فيهن خيار، أمّا الأولى فكيف ننزل على حكمكم والسيوف مازالت مغطاة بالدماء، وأمّا الثانية فهي كالقتل، ولكن الثالثة فهي تشترى بالمال، وبذلك فنحن نشتري دمائنا، وندفع دية قتيلكم، فهو من المسلمين، وقد أبطل الله حكم الجاهلية.

وبعث الأحنف بإياس بن قتادة المجاشعي إلى زيد بن عمرو كرهينة، حتى يدفعوا إليه بدية القتيل، فرضي زيد بذلك، وقال الفرزدق فخورًا بذلك قائلًا:

وَمِنّا الَّذي أَعطى يَدَيهِ رَهينَةً
لِغارَي مَعَدٍّ يَومَ ضَربِ الجَماجِمِ

كَفى كُلَّ أُمٍّ ما تَخافُ عَلى اِبنِها
وَهُنَّ قِيامٌ رافِعاتُ المَعاصِمِ

عَشِيَّةَ سالَا لمِربَدانِ كِلاهُما
عَجاجَةَ مَوتٍ بِالسُيوفِ الصَوارِمِ

هُنالِكَ لَو تَبغي كُلَيباً وَجَدتَها
بِمَنزِلَةِ القِردانِ تَحتَ المَناسِمِ

ولكن الأحنف لم يستطع أن يجمع المال، فخرج نحو يبرين، وسأل هنالك عن كبير القوم، فدلوه على قبة، فتوجه إليها، وأخبره بقصاه، فأخذه وتوجه به إلى قطيع له، وقال له: هذه ألف بعير هي لك، فأخذها وانصرف عائدًا إلى دياره، ودفع دية القتلى.

نبذة عن حارثة بن بدر الغداني

حارثة بن بدر بن حصين التميمي الغداني، من تابعي أهل البصرة، وقد قيل بأنه أدرك الرسول صل الله عليه وسلم، له أخبار في الفتوح، وله قصة مع عمر بن الخطاب، وقصة مع علي بن أبي طالب.

المصدر: كتاب "مصارع العشاق" تأليف جعفر بن أحمد سراجكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: