قصة قصيدة شهدت جلوة العروس جنان
من أجمل اللحظات في حياة المحبين هي تلك اللحظات التي يرون فيها من يحبون، ومن هؤلاء شاعرنا أبي نواس الذي كان يتحين الفرص لرؤية محبوبته جنان، وقصتنا اليوم عن لحظة من تلك اللحظات التي رأى فيها شاعرنا محبوبته جنان.
أما عن مناسبة قصيدة “شهدت جلوة العروس جنان” فيروى بأن أبو نواس كان يحب جارية من جواري مدينة البصرة يقال لها جنان، وكان أبو نواس يعشقها، ولا يستطيع إخراجها من تفكيره، وأنشد فيها أبياتًا عديدة من الشعر، وفي يوم من الأيام خرجت جنان من بيت مولاها، وذهبت إلى حفل زفاف لصديقة من صديقاتها، وكان موقع هذا الحفل بجوار منزل أبي نواس، وعندما انتهى الحفل، وخرجت جنان من بيت صديقتها، كان أبو نواس جالسًا مع جماعة من أصدقائه، فرآها وهي خارجة، وعندما رآها أخذ ينشد قائلًا:
شَهِدَت جَلوَةَ العَروسِ جِنانٌ
فَاِستَمالَت بِحُسنِها النَظّارَه
حَسِبوها العَروسَ حينَ رَأَوها
فَإِلَيها دونَ العَروسِ الإِشارَه
قالَ أَهلُ العَروسِ حينَ رَأَوها
ما دَهانا بِها سِوى عَمّارَه
يتغزل الشاعر أبي نواس بمحبوبته جنان في هذه الأبيات، ويقول بأنها عندما حظرت عرس صديقتها استمالت الحاضرين بجمالها وحسنها، فظن كل من رآها بأنها هي العروس، وبسبب ذلك غضب أهل العروس وقالوا: إن التي ابتلتنا بها هي مولاتها عمارة.
وعمارة هي زوجة عبد الرحمن الثقفي، وعبد الرحمن هو مولى جنان.
نبذة عن أبي نواس
هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي المذحجي، أحد أشهر شعراء العصر العباسي، أصله من الأهواز، ولكن عائلته انتقلت إلى مدينة البصرة التي نشأ بها، ومن ثم انتقل إلى مدينة بغداد واتصل هنالك بالبرامكة وآل الربيع ومدحهم بقصائد عديدة، ومن ثم اتصل بالخليفة هارون الرشيد، وابنه الخليفة الأمين.
توفي أبو نواس في عام مائة وثمان وتسعين للهجرة في مدينة بغداد.
الخلاصة من قصة القصيدة: في يوم من الأيام حظرت الجارية التي يحبها أبو نواس أحد الأعراس، وعندما انتهى الحفل وخرجت منه، رآها أبو نواس حيث كان جالسًا مع أصدقاء له، فأنشد في ذلك شعرًا يتغزل بها، ويصف فيه جمالها وحسنها.