قصة قصيدة طربت وشاقتك المنازل من جفن

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة طربت وشاقتك المنازل من جفن

أمّا عن مناسبة قصيدة “طربت وشاقتك المنازل من جفن” فيروى بأن شاعرًا من شعراء العصر الأموي يقال له النميري كان يحب أختًا من خوات الحجاج، وكان من شدة حبه لها، وعدم قدرته على لقائها، كثيرًا ما يقول فيها الشعر، وكان مما قاله فيها:

طَرِبَتَ وَشاقَتكَ المَنازِلُ مِن جَفنِ
أَلّا رُبَّما يَعتادُكَ الشَوقُ بِالحُزنِ

نَظَرَتُ إِلى أَِظعانِ زينَبَ بِاللِّوى
فَأَعوَلتَها لَو كانَ إِعوالَها يُغني

فَوَاللَهِ لا أَنساكِ زينَبُ ما دَعَت
مُطوَقَةٌ وَرقاءَ شَجواً عَلى غُصنِ

فَإِنَّ اِحتِمالَ الحَيِّ يَومَ تَحَمَّلوا
عَناكِ وَهَل يَعنيكِ إِلّا الَّذي يَعني

وَمُرسِلَةٌ في السِرِّ أَن قَد فَضَحتَني
وَصَرَّحتَ بِاِسمي في النَسيبِ فَما تَكني

وَأَشمَتَّ بي أَهلي وَجُلَّ عَشيرَتي
لِيَهنَئكَ ما تَهواهُ إِن كانَ ذا يَهني

وَقَد لا مَني فيها اِبنُ عَمّي ناصِحاً
فَقُلتُ لُهُ خُذ لي فُؤادي أَو دَعني

وقد أكثر من الشعر فيها، حتى أخذ أهل الطائف يرددون شعره، ويتناقلونه فيما بينهم، حتى وصلت في يوم من الأيام أبيات من الأبيات التي قالها فيها إلى مسامع الحجاج بن يوسف الثقفي، غضب غضبًا شديدًا، وتوعد له، ولكنه لم يخف، ولم يأبه لتوعده، كونه لم يكن في وقتها قد بلغ مكانة يهابه الناس بسببها، ولكنه بعد أن أصبح واليًا، عاد وتوعده، فخاف النميري، وخرج من الطائف وتوجه إلى اليمن.

وعندما بلغ اليمن، أقام في مدينة عدن مدة من الزمن، ومن ثم عاد، واستجار بالخليفة عبد الملك بن مروان، فأجاره، ودعا الحجاج إلى مجلسه، وعندما أتى الحجاج، ودخل إلى مجلسه، ووقف بين يديه، طلب منه أن يسامح النميري على ما بدر منه، فعفا عنه وسامحه، ولكنه اشترط عليه أن لا يعود للتشبب في أخته زينب.

نبذة عن النميري

هو محمد بن عبد الله بن نمير بن خرشة الثقفي النميري، وهو شاعر من شعراء العصر الأموي، اشتهر بشعر الغزل، ولد في الطائف، وهنالك نشأ، اشتهر بحب أخت الحجاج بن يوسف الثقفي، وكثر قوله الشعر فيها، وله ديوان شعر.

توفي  محمد بن عبد الله النميري في الطائف في عام تسعون للهجرة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: