قصة قصيدة ظعنت أمامة بالطلاق
أمّا عن مناسبة قصيدة “ظعنت أمامة بالطلاق” فيروى بأن الأصمعي كان يسير في يوم من الأيام في أحد أحياء العرب، وبينما هو في مسيره، عطش، فطرق على أحد البيوت يريد أن يطلب منهم شربة من الماء، فخرج له صاحب البيت، فرد عليه الأصمعي السلام، وطلب منه كأسًا من الماء، فأسقاه، ومن ثم شكره الأصمعي واستأذن للمغادرة، ولكن صاحب البيت لم يقبل، وأصر عليه أن يدخل، فدخل الأصمعي، وجلس الاثنان يتحدثان، فأعجب الأصمعي بكلامه، حيث كان كلامه غريبًا، وبعد أن أكرمه الرجل، استأذن الأصمعي، وخرج من البيت مغادرًا إلى حيه.
وبعد عدة أيام قرر الأصمعي أن يعود إلى بيت هذا الرجل، لعله يجد عنده من غريب الكلام ما يأخذه عنه، فذهب إليه، وجلس معه، وبدأ يأخذ منه ما يجده مفيدًا له، وأصبح الأصمعي كثيرًا ما يتردد على هذا الرجل، وكان كلما توجه إلى منزله، وطرق الباب عليه، قال الرجل لزوجته، يا أمامة، أدخلي من على الباب، فتخرج إليه زوجته، وتدخله إلى مجلس زوجها.
وكان الأصمعي قد انقطع عن زيارة هذا الرجل، وعندما عاد لزيارته، طرق عليه باب بيته، فخرج هو وأدخله، على غير عادته، فدخل الأصمعي، ولم يعر ذلك اهتمامًا، ولكن وبعد أن تكررت هذه الحادثة أكثر من مرة، قرر الأصمعي أن يسأله عن زوجته، وما الذي حل بها، فقال للرجل في يوم: والله يا أخي، إني لم أسمعك تذكر زوجتك منذ حين، فهل هنالك خطب ما؟، فتغير وجه الرجل، وبدا الحزن ظاهرًا عليه، حتى ندم الأصمعي لأنه قد سأله، ومن ثم أنشد الرجل قائلًا:
ظعنت أمامة بالطَّلاق
ونجوتُ من غُلِّ الوَثاقِ
بانت فلم يألم لها قلبي
ولم تَدْمَع مــــآقي
ودواء مالا تشتهيه
النفس تعجيل الفِراقِ
والعيش ليس بطيب بين
اثنين في غير اتفاقِ
لو لم أُرَحْ بفراقهــا
لأرحت نفسي بالإباقِ
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما ألقى هذه القصيدة الراحة من أنه قد طلق زوجته، لأنه يرى بأنه لا يوجد اتفاق ما بينه وبينها، ولو أنه لم يطلقها لهرب من البيت.