قصة قصيدة عاهدته وأنا موف عهده
أمّا عن مناسبة قصيدة “عاهدته وأنا موف عهده” فيروى بأن عبد المطلب بن هاشم نذر بأنه إن رزق بعشرة أبناء ذكور، وكانوا جميعًا عنده، ورآهم بين يديه، فإنه سوف يقوم بنحر واحدًا منهم أمام الكعبة، وذلك شكر منه لربه، وعلمًا منه بأن إبراهيم عليه السلام همّ بنحر ابنه، فقد تصور عبد المطلب بأن نحر ابنه هو أفضل طريقة لكي يتقرب فيها من ربه، وعندما وصل عدد أبناءه العدد وهو العشرة، جمعهم، وقال لهم: يا أبنائي، إني قد نذرت نذرًا لرب الكعبة، وأنتم جميعًا تعلمونه، فما أنتم قائلون، فقال له أبناءه: الأمر أمرك، ونحن بين يديك، فقال لهم: فليحمل كل منكم كأسًا، ويكتب عليه اسمه، فقاموا بفعل ذلك، ثم أتوه بالكؤوس، فأخذها منهم، وبدأ ينشد قائلًا:
عاهدته وأنا موف عهده
والله لا يحمد شيء حمده
إذا كان مولاي وكنت عبده
نذرت نذرا لا أحب رده
ولا أحب ان أعيش بعده
ثم دعا منجمًا يضرب بالكؤوس، وأعطاه إياهم، وقال له: حركهم من دون عجلة، وكان يحب عبد الله أكثر من بقية إخوانه، فضرب المنجم بالكؤوس، ونتج عن تنجيمه أن عبد الله هو من سينحر، فقرب عبد المطلب عبد الله منه، ومدده على الأرض، وأخذ ينشد قائلًا:
عاهدته وأنا موف نذره
والله لا يقدر شيء قدره
هدا بني قد أريد نحره
وإن يؤخره يقبل عذره
وأراد أن ينحره، فوقف أبو طالب، وأمسك بيد أبيه، وأنشد قائلًا:
كلا ورب البيت ذي الأنصاب
ما ذبح عبد الله بالتلعاب
يا شيب إن الريح ذو عقاب
إن لنا جرة في الخطاب
أخوال صدق كأسود الغاب
فلما وصل خبر ذلك إلى بني مخزوم ما فعل أبو طالب، وكانوا أخواله، قالوا والله إنه قد أصاب، وتوجهوا إلى عبد المطلب، وقالوا له: يا عبد المطلب، إنا لا نقبل أن يذبح ابن أختنا، فإن أردت أن تنحر فانحر غيره من ابناءك، فقال لهم: لقد نذرت نذرًا، ولا بد أن ينحر، فقالوا له: لا، لا يكون ذلك وفينا روح، ومن ثم أنشد المغيرة بن عبد الله المخزوم قائلًا:
يا عجبا من فعل عبد المطلب
وذبحه ابنا كتمثال الذهب
كلا وبيت الله مستور الحجب
ما ذبح عبد الله فينا باللعب
فدون ما يبغي خطوب تضطرب
ثم اقترحوا عليه أن يذهب إلى الشام، ويأخذ رأي كاهنة فيها، فتوجه إلى الشام، ودخل إلى الكاهنة، وأخبرها بالخبر، وأنشد قائلًا:
يا رب إني فاعل لما ترد
إن شئت ألهمت الصواب والرشد
يا سائق الخير إلى كل بلد
قد زدت في المال وأكثرت العدد
فأخبرته الكاهنة بأن يفديه بعشرة من الإبل ولا يقتله.
نبذة عن عبد المطلب بن هاشم
هو عبد المطلب شيبة الحمد بن هاشم بن عبد مناف، جد الرسول صل الله عليه وسلم.