قصة قصيدة عجبت بإزراء العيي بنفسه

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم شيئًا من خبر القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري.

من هو أبو بكر الصديق؟

هو أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي، أول الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولد في مكة المكرمة وتوفي في المدينة المنورة.

قصة قصيدة عجبت بإزراء العيي بنفسه

أما عن مناسبة قصيدة “عجبت بإزراء العيي بنفسه” فيرو بأنه كان للخليفة هارون الرشيد وزيرًا يقال له يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، وقد اشتهر بأبي يوسف، كما وكان أبو يوسف قاضيًا للقضاة، وقد كان أبو يوسف ملازمًا للإمام أبي حنيفة، فيروى بأنه كان يطلب الحديث والفقه في مجلسه، وقد كان وقتها قليل المال، وفي يوم من الأيام أتاه أباه إلى مجلس أبي حنيفة، فانصرف معه، وبينما هما في طريقهما إلى المنزل، قال له أبوه: يا بني، لا تذهب إل مجلس أبي حنيفة، فأنت تحتاج إل عمل تعيل نفسك به، وأبو حنيفة غني وقادر، فآثر أبو يوسف طاعة والده، وامتنع عن مجلس أبي حنيفة.

وعندما فقده أبو حنيفة سأل عنه، وأرسل في طلبه، وعندما أتاه سأله عن سبب غيابه عن مجلسه، فقال له: الشغل بالناس وطاعة والدي، وبعد أن انتهى المجلس أعطاه أبو حنيفة صرة، وقال له: استمتع بها، فنظر أبو يوسف في الصرة، ووجد بها مائة درهم، فقال له أبو حنيفة: لا تترك المجلس والزمه، وإذا انتهى ما في هذه الصرة أخبرني، فلزم أبو يوسف المجلس ولم يقطعه، وبعد مدة أعطاه أبو حنيفة صرة مثلها، وكان كلما اقترب ما مع أبي يوسف أن ينفق يعطيه أبو حنيفة صرة من المال، وبقي على هذه الحال حتى غني أبو يوسف.

ويروى بأنه في يوم من الأيام جلس الإمام أبو يوسف مع رجل، وقد كان هذا الرجل يطيل السكوت، وبينما هما جالسان قال له أبو يوسف: ألا تتكلم؟، فقال له الرجل: نعم، متى يفطر الصائم؟، فقال له أبو يوسف: إذا غابت الشمس، فقال له الرجل: وإن لم تغب الشمس إلى أن ينتصف الليل؟، فأخذ أبو يوسف يضحك، ومن ثم قال له: والله إنك قد أصبت في صمتك، وأنا أخطأت عندما طلبت منك الكلام، ومن ثم تمثل بأبيات لأبي بكر الصديق قال فيها:

عجبت بإزراء العيي بنفسه
وَصَمتِ الَّذي قَد كانَ بِالقَولِ أَعلَما

يتعجب أبو بكر الصديق من الرجل الذي يعيب تعبه، ومن الذي يصمت على الرغم من أنه عالم.

وَفي الصَمتِ سَترٌ لِلعَيِيِّ وَإِنَّما
صَحيفَةُ لُبِّ المَرءِ أَن يَتَكَلَّما

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الإمام أبو يوسف تلميذًا للإمام أبي حنيفة، وتعلم عنده الحديث والفقه، وفي يوم جلس مع رجل قليل الكلام، فسأله إن كان يتكلم، فتكلم الرجل، ولكن الإمام ندم لأنه استنطقه.

المصدر: كتاب "أخبار الحمقى والمغفلين" تأليف ابن الجوزيكتاب "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" تأليف ابن خلكان كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: