قصة قصيدة عسى وعسى يثني الزمان عنانه

اقرأ في هذا المقال


يقال إذا أكرمت الكريم ملكته، وإذا أكرمت اللئيم تمردا، فمن لا يرد الكرم والإحسان بمثله فهو لئيم، ومن ذلك ما حصل مع البرامكة والفضل بن ربيع، حيث كان البرامكة يعاملونه معاملة حسنة، ولكنه انقلب عليهم، وساعد في القضاء عليهم، واليوم نروي لكم قصة من قصصه معهم.

من هو الفضل بن ربيع؟

وهو الفضل بن الربيع بن يونس بن محمد بن أبي فروة، كان وزيرًا في العصر العباسي في عهد هارون الرشيد وابنه الأمين، ولد في الخليل في فلسطين، وتوفي في بغداد.

قصة قصيدة عسى وعسى يثني الزمان عنانه

أما عن مناسبة قصيدة “عسى وعسى يثني الزمان عنانه” فيروى بأن الفضل بن ربيع دخل في يوم من الأيام إلى مجلس يحيى بن خالد البرمكي، وكان عنده في المجلس ابنه جعفر بن يحيى، وكان جعفر يعرض بعض الأوراق على أبيه، وكان مع الفضل بن ربيع عشر مسائل لم يقض له يحيى بن خالد له منهنّ أي مسألة، فجمع الفضل كل تلك المسائل، وقال: ارجعن كما أتيتن، ومن ثم خرج من المجلس وهو ينشد قائلًا:

عسى وعسى يثني الزمان عنانه
بتصريف حال والزمان عثور

يأمل الفضل بن الربيع في هذه الأبيات أن تتغير حال البرامكة عن الحال التي هم فيها، ويقول بأن الزمان لا يبقى على أحد كما هو.

فتقضى لبانات وتشفى حسائف
وتحدث من بعد الأمور أمور

وبينما هو ينشد هذه الأبيات سمعه الوزير يحيى بن خالد، وقال له: أقسمت عليك يا فضل أن تعود إلى المجلس، فعاد الفضل بن يحيى، وجلس، فأخذ منه يحيى الأوراق ومضى له عليها.

ولكنه وعلى الرغم من قضاء حاجاته إلا أنه قد بقي يحفر خلفهم، حتى تمكن منهم في النهاية، واستطاع أن يسقطهم، ولم يكن بين إسقاطهم وبين ما حصل معه ومع يحيى إلا بضعة أيام، وولاه الخليفة هارون الرشيد الوزارة من بعدهم، وفي خبر ذلك أنشد أبو نواس قائلًا:

ما رعى الدهر آل برملك لما
أن رمى ملكهم بأمر فظيع

إن دهرا لم يرع ذمة ليحيى
غير راع ذمام آل الربيع

ومن بعد الخليفة هارون الرشيد، وعندما أصبح الأمين خليفة أبقاه وزيرًا، ولكن بعد أن أصبح المأمون خليفة، ودخل إلى مدينة بغداد، هرب الفضل بن ربيع، واختفى، فبعث له المأمون بأن عليه الأمان، فخرج، ودخل إلى مجلس المأمون بعد أن كان مختفيًا لمدة، فأعطاه الأمان، ولكنه لم يعطه الوزارة، فبقي خاملًا حتى توفي.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل الفضل بن ربيع إلى مجلس يحيى بن خالد البرمكي، وأراد منه أن يقضي له عشر مسائل، ولكنه لم يقض له أي واحدة منهنّ، فخرج من عنده وهو ينشد شعرًا، فسمعه يحيى، وأعاده، وحل له مسائله.


شارك المقالة: