قصة قصيدة عللاني إنما الدنيا علل
أمّا عن مناسبة قصيدة “عللاني إنما الدنيا علل” فيروى بأن العجير السلولي خرج في يوم من الأيام من بيته، وأخذ يمشي بين أحياء قومه، وبينما هو يسير مر بجماعة من قومه، وكانوا يشربون نبيذًا قد أعدوه بأنفسهم، فدخل عليهم، ورد عليهم السلام، وجلس معهم، فأعطوه كأسًا من النبيذ، فأخذها وشربها، ومن بعد أن شرب النبيذ اشتهى أن يأكل اللحم، فقال لهم: أطعمونا لحمًا، فقالوا له: إن إبلنا وشياهنا، وعندما تعود سوف نذبح لك، فجلس وأخذ يشرب، ولكنه لم يستطع الانتظار حتى تعود الإبل، فقال لأحد منهم: قم إلى بعيري، وخذ بزمامها، وانحرها، وكان بعيره نجيبًا يمانيًا، لا يوجد في بلادهم مثيل له، فقام الغلام، واستل خنجره، وضرب به الناقة من نحرها، وعندما رأى القوم ما فعل، قاموا إليه، وقالوا له: ما الذي صنعته؟، فقال لهم: أطعمونا لحمًا، فقاموا وطبخوا لحم الناقة، وأخذوا يأكلون من كبدها وسنامها، وهو ينشد قائلًا:
عَلِّلاني إنَّما الدُنيا عَلَل
وَدَعاني من عتابٍ وعَذَل
إدرءآ باللهوِ يوماً صالحا
واسقياني عَلَلاً بعد نَهَل
وانشُلا ما اغبرَّ من قدريكُما
واصبحاني أَبعَدَ اللَه الحَجَل
أصحَب الصاحبَ ما صاحبني
وأكفُّ اللومَ عنه والعذل
وإذا أتلَفَ شيئاً لم أقل
أبداً يا صاحِ ما كانَ فَعَل
وعندما انتهى العجير من تناول الطعام والشرب خرج من المجلس وتوجه عائدًا إلى بيته، وبعد عدة أيام من تلك الليلة، لاحظ قومه بأن ناقته لم تعد موجودة أمام بيته، فذهب جماعة منهم إلى بيته، وسألوه عن خبرها، وعندما أخبرهم بما فعل بها، قاموا بجمع ألف بعير، وأعطوها له بدلًا من ناقته.
نبذة عن العجير السلولي
هو العجير بن عبد الله بن عبيدة بن كعب السلولي، من بني سلول بنت ذهل بن شيبان، وهو شاعر من شعراء الدولة الأموية، يكنى بأبي الفرزدق، وكان على أيام الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وقيل بأنه مولى لبني هلال، وبأن اسمه ليس العجير، بل اسمه عمير، والعجير لقبه.
يعد العجير من الطبقة الخامسة من الشعراء الإسلاميين.