قصة قصيدة غريب الدار ليس له صديق

اقرأ في هذا المقال


لا يعلم الانسان أين رزقه ومتى يأتي، فكل ذلك في علم الله تعالى، واليوم نقص عليكم قصة رجل من البصرة، خرج منها فرزق بطريقة غريبة.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحيرة والحزن بسبب ما هو فيه.

قصة قصيدة غريب الدار ليس له صديق

أما عن مناسبة قصيدة “غريب الدار ليس له صديق” فيروى بأن رجلًا من أهل البصرة كان فقيرًا لا حول له ولا قوة، وفي يوم من الأيام قرر الخروج من البصرة، وبقي بعيدًا عنها مدة طويلة من الزمان، ومن بد ذلك عاد إليها وقد أصبح غنيًا، فجلس معه أهل المدينة، وسألوه عما حصل له في سفره، فأخذ يحدثهم بما حصل لها حتى قال: بقيت حالتي كما كانت حتى دخلت إلى مدينة بغداد، وكنت غريبًا عنها، لا أملك في جيبي أي مال، لا أهتدي إلى حيلة ولا وسيلة لكي أحصل على شيء من المال، فأخذت أسأل نفسي: أين السوق؟، أين الطريق، وبقيت على هذه الحال حتى ضجرت، فأنشدت وأنا مغتم:

غريبُ الدّارِ ليسَ لهُ صديقُ
جميع سؤالِهِ أينَ الطّريقُ

يتساءل الشاعر عن الطريق إلى السوق، وهو غريب عن المدينة لا يوجد فيها صديق له، وكل مراده معرفة الطريق.

تعلّقَ بالسُّؤالِ بكلّ صَقْعٍ
كما يتعلَّقُ الرّجُلُ الغريقُ

وعندها سمعت رجلًا يقول لي من فوقي:

ترفّقْ يا غريبُ فكلّ عبدٍ
تطيفُ بحالِهِ سَعَةٌ وضيقُ

وكلّ مصيبةٍ تأتي ستمضي
وإنّ الصَّبرَ مسلكُهُ وثيقُ

فرفعت رأسي إليه، وسألته عن خبره، فقال لي: اصعد، أخبرك عن خبري، لقد أتيت إلى هذه المدينة وأنا غريب عنها، وكنت محتارًا كالحيرة التي أنت فيها الآن، وبقيت على حالي حتى مررت من هذا الشارع، وجلست تحت هذه الغرفة، فأطل علي رجل كان يسكنها، لا أعرفه، وقال لي: اصعد، فصعدت إليه، وأسكنني فيها، ومنذ ذلك اليوم تغيرت حالي، واشتريت بيتًا، واغتنيت، وآتي إلى هذه الغرفة حتى أتبرك بها، وأطيل الجلوس فيها، وإني أعطيك إياها، لعلها تكون مباركة عليك كما كانت علي، فإن لي غيرها العديد من المساكن التي تجذبني، فأقمت بها، ومنذ تلك اللحظة تغيرت أحوالي، واغتنيت، واحتجت إلى الاتساع، فانتقلت منها.

الخلاصة من قصة القصيدة: خرج رجل فقير من أهل البصرة منها، وانتقل إلى بغداد، وبينما هو في أحد شوارعها، كان محتارًا بحاله، وأنشد أبياتًا من الشعر، فسمعه رجل ورد عليه، ومن ثم جلس معه، وأعطاه الغرفة التي هو فيها، فكانت سببًا في تغير حاله.


شارك المقالة: