نروي لكم اليوم شيئًا من خبر الخليفة العباسي أبي العباس المعتضد بالله مع أحد أمراء الزنج، وقتاله بني شيبان.
قصة قصيدة فأجهشت للنوباذ حين رأيته
أما عن مناسبة قصيدة “فأجهشت للنوباذ حين رأيته” لحادٍ كان مع الخليفة المعتضد بالله فيروى بأن الخليفة أبي العباس المعتضد بالله قام في يوم من الأيام بقتل رجل من أمراء الزنج يقال له سلمة، وكان هذا الرجل قد لجأ إليه، واستأمنه على نفسه، وكان قد ذكر له بأنه يدعو إلى رجل لا يعرف من هو، وكان قد أفسد جماعة من المسلمين، فاستدعاه الخليفة إلى مجلسه، وقرره ولكنه لم يعترف، وقال: والله لو كان تحت قدمي ما اعترفت به، فأمر الخليفة به أن يربط إلى عمود، وتشعل تحته النار، ففعلوا، وبقيت النار مشتعلة تحته حتى سقط لحمه عن عظمه، ومن ثم أمر أن تضرب عنقه، وصلب لسبعة أيام على باب المدينة.
ومن ثم خرج الخليفة من بغداد، وتوجه صوب بني شيبان، وكانوا يومها في أرض الموصل، وقاتلهم هنالك قتالًا شديدًا، وكان ذلك عند جبل يقال له نوباذ، وكان معه يومها حادي يجيد الحداء، فأنشد في أحد الليالي يحدوه قائلًا:
فأجهشت للنوباذ حين رأيته
وهللت للرحمن حين رآني
يقول الشاعر في هذا البيت بأنه ق أجهش هممت نحو جبل النوباذ حين رأيت الخليفة، وحمدت الله حين رآني.
وقلت له: أين الذين عهدتهم
بظلك في أمن ولين زمامي
فقال: مضوا واستخلفوني مكانهم
ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
وفي ذلك العام أمر الخليفة بترميم عقبة حلوان، وهي إحدى مناطق مدينة بغداد، ووضع لها عشرين ألف دينار، ولقي أهل بغداد منها شدة عظيمة، كما أمر بتوسيع جامع المنصور، ووضع له عشرين ألف دينار.