قصة قصيدة فأصبح لا يدري وإن كان حازما

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر مقتل ابن فرات بسبب ما فعل القرمطي بالحجيج.

قصة قصيدة فأصبح لا يدري وإن كان حازما

أما عن مناسبة قصيدة “فأصبح لا يدري وإن كان حازما” فيروى بأن الحسين بن أبي سعيد القرمطي كان قد اعترض الحجيج بينما كانوا عائدين من بيت الله الحرام، وكان معه ما يزيد عن الثمانمائة مقاتل، فقطع عليهم الطريق، وقاتلوه دفاعًا عن عروضهم وأموالهم وأنفسهم، ولكنه قام بقتل عدد كبير منهم لا يعلمه سوى الله، وأسر من النساء والأطفال ما اختاره، وأخذ أموالهم التي تقدر بألف ألف دينار، وترك من تبقى بعيدين عن ديارهم في تلك الصحراء بلا ماء ولا زاد ولا محمل، بعد أن أخذ الإبل والمال والنساء والأطفال.

وعندما وصل خبر ما فعل إلى بغداد قام أهاليهم ونساؤهم في ناحية من نواحيها ولطمن خدودهن ونشرن شعورهن، فسأل الخليفة المقتدر بالله عن خبر ذلك، فأخبروه أنهم نساء الحجيج الذين صادرهم القرمطي، وقال نصر بن القشوري له: يا أمير المؤمنين، لم يفعل هذا الرجل ما فعل إلا بسبب إبعادك مؤنس الخادم، فطمع في الأطراف، ولم يشر عليك بتنحيته سوى ابن الفرات، فبعث الخليفة إلى ابن الفرات بأنهم يلومونه لأخذه النصيحة منه، فركب هو وابنه، وسار إلى  الخليفة، ودخل إليه، فأكرمه، وعند خروجهما من مجلسه وقف لهما نصر وغيره من الأمراء، وجلس الأمير كعادته في مجلسه، وبات ليلته مفكرًا في الأمر، وأصبح وهو ينشد قائلًا:

فأصبح لا يدري وإن كان حازما
أقدامه خير له أم داره

يقول الشاعر في هذا البيت بأنه أصبح وهو لا يعرف إن كان أمامه خير أم لا.

وفي ذلك اليوم أتاه أميران من طرف الخليفة، وأخرجوه مكشوف الرأس من داره، وأركبوه في مركب إلى الجانب الآخر من بغداد، وبينما هو في المركب رجمه الناس بالحجارة، وعندما وصل إلى الخليفة، بعث في طلب مؤنس، وسلمهما له، الذي قام بقتلهما بعد ذلك.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "شرح نهج البلاغة" تأليف ابن أبي الحديد


شارك المقالة: