قصة قصيدة فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا

اقرأ في هذا المقال


نقص عليكم اليوم شيئًا من خبر يزيد بن عبد الملك بن مروان، فنروي عليكم خبرًا من أخباره مع أخيه هشام بن عبد الملك، ونروي لكم خبره مع جاريته حبابة.

من هو اليزيد بن عبد الملك؟

هو أبو خالد يزيد الثاني بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي، خليفة من خلفاء الدولة الأموية.

قصة قصيدة فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا

أما عن مناسبة قصيدة “فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا” فيروى بأنه في يوم من الأيام وصل خبر إلى الخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان بأن أخاه هشام بن عبد الملك يتمنى لو أنه يموت، فبعث له بكتاب من فوره، وقال له في هذا الكتاب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد، فقد بلغ أمير المؤمنين بأنك استبطأت حياته، وتمنيت لو أنه يموت، وأن تأخذ الخلافة من بعده، ومن ثم كتب له أبياتًا من الشعر في آخر الكتاب قال فيها:

وقد علموا لو ينفع العلم عندهم
متى مت ما الباغي علي بمخلد

منيته تجري لوقت وحتفه
يصادفه يوما على غير موعد

فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى
تهيأ لأخرى مثلها وكأن قد

وبعث بالكتاب مع رجل من رجاله إلى أخيه هشام، وعندما وصل الرجل إلى قصر هشام بن عبد الملك، وأعطاه كتاب أخيه يزيد، وقرأ هشام ما فيه، أمر على الفور بقلم وورقة، وكتب: السلام عليك يا أخي، والله إني لأتمنى أن يكون يومي قبل يومك، ويوم ولدي قبل يوم ولدك، فإنه والله لا خير في الحياة ولا في العيش من بعدك.

وكان يزيد يحب جارية من جواريه يقال لها عالية، وتلقب بحبابة، وكان قد اشتراها في عهد أخيه، ولكنه باعها، وعندما أفضت إليه الخلافة، قالت له زوجته في يوم: هل بقي من الدنيا شيء تتمناه؟، فقال لها: نعم، عالية، فبعثت واشترتها له، وألبستها وعطرتها، وأدخلتها عليه، وخلا بها في يوم في قصره، وبينما هما جالسان شرقت بحبة عنب وماتت، فجلس أيام وهو بجانبها وهي ميتة، ومن ثم أمر بدفنها، وفي يوم أتى قبرها، ووقف عنده، وأخذ ينشد قائلًا:

فإن تسل عنك النفس أو تدع الصبا
فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد

يرثى يزيد بن عبد الملك حبابة في هذا البيت، ويقول إن تتذكرك النفس أو تتذكر أيامنا سوية، فإنها لا تستطيع نسيانك سوى باليأس، وليس بالصبر.

وكل خليل زارني فهو قاتل
من أجلك هذا هامة اليوم أو غد

ومن ثم عاد إلى منزله، وتوفي بعد ذلك بعدة أيام.

الخلاصة من قصة القصيدة: وصل خبر ليزيد بن عبد الملك بأن أخاه هشام يتمنى موته، فكتب يلومه على ذلك، وكان يزيد يحب جارية تدعى حبابة، وبعد أن ماتت مات حزنًا عليها.


شارك المقالة: