قصة قصيدة نزار قباني: فرشتُ فوق ثراك الطاهر الهدب

اقرأ في هذا المقال


شاعر القصيدة

نزار قباني شاعر ودبلوماسي سوري، يُعد من أبرز شعراء الحب والرومانسية في العالم العربي، تميزت قصائده بلغة عذبة وبسيطة، تلامس قلوب القراء وتعبر عن قضايا الحب، والمرأة، والسياسة، مما جعل أعماله خالدة في وجدان الأجيال.

قصة القصيدة

أما عن مناسبة قصيدة “فرشت فوق ثراك الطاهر الهدب” فإن مدينة دمشق تعتبر جنة المشرق، وهي مطلع النور المشرق، وهي عروس المدن متحلية بزهور الرياحين، تتجلى في حلل سندسية من البساتين، فقد حلت هذه المدينة العريقة موضع الحسن في المكان ذو المنزلة الرفيعة الشأن، وتزينت بأجمل تزيين، فهي المدينة التي نزل في واحدة من ربواتها عيسى عليه السلام وأمه مريم، مليئة بأجمل الأشجار التي جعلت من هذه المدينة ظل ظليل، فيها ماء سلسبيل ينساب في قنواتها في كل سبيل، فيها رياض نسيمها يحيي النفوس، تتبرج لمن ينظر إليها بوجه كأنه أجمل الوجوه، وتنادي عليهم أن أقبلوا إلى مجلس للحسن فيه ترتاحون.

وقد سئمت أرضها كثرة الماء، حتى اشتاقت إلى العطش، وقد تزينت البساتين فيها بضوء القمر، وتزينت أغصانها بالثمر، ويقال بأنه إن كانت جنة الله في الأرض فهي دمشق لا محالة، وفيها تغنى العديد من الشعراء بأبيات من الشعر، ومنهم شاعر من شعرائها قال فيها:

إن تَكُنْ جنةُ الخلودِ بأرضٍ
فدمشق ولا تكون سِوَاهَا

أو تَكُنْ في السماء فهْي عَلَيْهَا
قد أَبَدَّتْ هواءها وهواها

بلد طيب ورب غفور
فاغتنمها عشيةً وضحاها

ومنهم الشاعر نزار قباني الذي أنشد في عشقها أبياتًا من الشعر قال فيها:

فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدب
فيا دمشـق… لماذا نبـدأ العتبـا؟

يتغزل نزار قباني في مدينة دمشق ويقول بأنه قد فرش فوق أرضها الأشجار، ويناجيها ويقول لها لا تعاتبيني فإن ابتعادي عنك ليس بإرادة مني.

حبيبتي أنـت… فاستلقي كأغنيـةٍ
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا

أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ
أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا

يا شام، إن جراحي لا ضفاف له
فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا

وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي
وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا

تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت به
وكم تركت عليها ذكريات صـبا

وكم رسمت على جدرانها صـور
وكم كسرت على أدراجـها لعبا

أتيت من رحم الأحزان… يا وطني
أقبل الأرض والأبـواب والشـهبا

حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـن
فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟

أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـه
ومن دموعي سقيت البحر والسحبا

موضوع القصيدة 

تتناول القصيدة مشاعر الشاعر تجاه مدينة دمشق، مسقط رأسه. يعبّر الشاعر عن حبه الشديد لدمشق وافتخاره بتاريخها وحضارتها.

وتتميز القصيدة بلغة قوية وصور شعرية جميلة. يستخدم الشاعر العديد من الاستعارات والكنايات للتعبير عن مشاعره، كما يُعد أسلوب القصيدة حماسيًا ووطنيًا. يهدف الشاعر إلى حثّ القارئ على حب وطنه والاعتزاز به.

وتُعد دمشق رمزًا للحب والوطن والجمال في القصيدة. يرى الشاعر في دمشق كل ما هو جميل وخير، وأثرت القصيدة بشكل كبير على القراء العرب، وأصبحت من أشهر قصائد نزار قباني.

الخلاصة من قصة القصيدة: تعتبر مدينة دمشق واحدة من أجمل المدن في المشرق، وهي جنة من جنان الله في الأرض، فيها البساتين والماء، وهي المدينة التي نزل بها عيسى عليه السلام وأمه.


شارك المقالة: