نروي لكم اليوم شيئًا من تاريخ مدينة بانقيا، وما حصل لنبي الله إبراهيم عليه السلام مع أهلها.
من هو الأعشى؟
هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، لقب بالأعشى لضعف بصره، وهو من أهل نجد.
قصة قصيدة فما نيل مصر إذ تسامى عبابه
أما عن مناسبة قصيدة “فما نيل مصر إذ تسامى عبابه” فيروى بأن بانقيا هي ناحية من نواحي مدينة الكوفة في العراق، ويرى بأن نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام قد خرج من مدينة بابل على حمار له، وكان معه ابن أخيه لوط، وكان يسوق غنمًا ويحمل دلوًا على رقبته، واستمر في المسير حتى نزل في بانقيا، وكان ينزل عليهم ما يشبه المصيبة في كل ليلة، وفي اللية التي بات إبراهيم عليه السلام عندهم لم تأتهم مصيبة، فأخبرهم الرجل الذي بات عنده إبراهيم عليه السلام بأن الذي دفع ذلك عنهم هو الشيخ الذي بات عنده، وأخبرهم بأنه رآه كثير الصلاة، فأتوه وعرضوا عليه أن يقيم عندهم، وبذلوا له كل ما استطاعوا لكي يقيم عندهم، ولكنه قال لهم بانه قد خرج مهاجرًا إلى ربه.
ومن ثم خرج من عندهم واتجه صوب النجف، ولكنه عندما أتى النجف ورآها توجه عائدًا إلى بانقيا، فاستبشر أهلها وظنوا بأنه سوف يقيم عندهم، فسألهم نبي الله إبراهيم عن صاحب النجف، فأخبروه بأنها لهم، فطلب منهم أن يبيعوه إياها، فأعطوه إياها، وقالوا له: هي لك، فوالله إنها لا تنبت شيئًا، ولكنه رفض أن يأخذها إلا شراءً، فباعوها له بغنيمات، والغنم في اللغة النبطية يدعى نقيا، فعاش بها ووقعت بها البركة، وعندما رأوا البركة التي حلت بها استعادوها منه، وقد ذكرها الأعشى بشعره عندما قال:
فما نيل مصر إذ تسامى عبابه
ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما
بأجود منه نائلا إن بعضهم
إذا سئل المعروف صد وجمجما
وقال أيضا:
قد سرت ما بين بانقيا إلى عدن
وطال في العجم تكراري وتسياري
يروي الشاعر مسيره ما بين ناحية بانقيا في الكوفة وما بين عدن في اليمن، ويقول بأن تكرار ذهابه إلى بلاد العجم قد طال.
الخلاصة من قصة القصيدة: بانقيا هي إحدى نواحي مدينة الكوفة بالعراق، وقد نزل بها نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام عندما خرج من بابل، وطلب من أهلها شراء النجف بالقرب منهم، فباعوها له بغنيمات، وعندما رأوا البركة التي حلت بها استعادوها منه.