قصة قصيدة فمن يكن خائفا لبنات شعري

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فمن يكن خائفا لبنات شعري:

أمّا عن مناسبة قصيدة “فمن يكن خائفا لبنات شعري” فيروى بأنه كان في قبيلة بني حزام رجل ابتدأ في قول الشعر، وكان أول ما قال من شعر أبيات هجا فيها الشاعر الفرزدق، فخاف قومه من رد الفرزدق إن سمع ما قال فيه هذا الشاعر، وأن يقوم الفرزدق بهجائهم في قصيدة من قصائده، فبعثوا جماعة منهم إلى بيت الشاعر، وطرقوا عليه بابه، وعندما خرج إليهم، أمسكوا به واقتادوه إلى كبيرهم، فأمرهم بان يقوموا ببعثه إلى الفرزدق وهو مكتف.

فقام الرجال بربطه وتكتيفه، واقتادوه إلى الفرزدق وهو على هذه الحال، وعندما وصلوا إلى بيت الفرزدق ودخلوا إلى مجلسه، ردوا عليه السلام، وقالوا له: إن هذا الرجل قد قام بهجائك في قصيدة، وجئناك به على هذه الحال لكي تقوم بأخذ حكمك منه، ولكن نرجوك بأن لا تقوم بإطلاق لسانك علينا، ولا تنسا بأننا قد مكناك منه، وعندها قام الفرزدق بإطلاق سبيل الرجل، وطلب منه المغادرة، ثم أنشد قائلًا:

فمن يكن خائفا لبنات شعري
فقد أمن الهجاء بنو حزام

هم قادوا سفيههم وخافوا
قلائد مثل أطواق الحمام

نبذة عن الشاعر الفرزدق:

هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، لقبه أبو فراس، وسماه الناس بالفرزدق لكبر وجهه، وهو شاعر من شعراء العصر الأموي، ولد في عام ستمائة وواحد وأربعون ميلادي في البصرة، ونشأ فيها.

يعتبر هو وزهير بن أبي سلمى من الطبقة الأولى من الشعراء، فقد قيل زهير في الجاهلية، والفرزدق في الإسلاميين، اشتهر بشعر المدح، والفخر، والهجاء.

كان بينه وبين الجرير صداقة قوية، ولكن النقائض بينهما أوهمت الناس بأنهما يكرهان بعضهما البعض، وانقسم الناس إلى طائفتين، فمنهم من كان في فريق الجرير، ومنهم من كان في فريق الفرزدق.

اشتهر الفرزدق بحبه لآل البيت، وبسبب ذلك لم يدم عند الخلفاء الأمويين، ومن ذلك قصته المشهورة مع هشام بن عبد الملك، عندما كان في الحج، ورأى الناس يفتحون الطريق لزين العابدين، على الرغم من أنهم لم يفعلوها معه، وسأل عمن يكون، فرد عليه الفرزدق بقوله:

هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ
وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ


شارك المقالة: