قصة قصيدة فمن يك سائلا عني فإني

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم خبر التأريخ، وكيف كان العرب يؤرخون، وأول من بدأ التأريخ الهجري.

قصة قصيدة فمن يك سائلا عني فإني

أما عن مناسبة قصيدة “فمن يك سائلا عني فإني” فيروى بأن أبا موسى الأشعري بعث إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بكتاب وقال له فيه أنه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب لا ندري على أيها نعمل، فقد قرأت كتابًا منك فيه محله شعبان، وإني لا أعرف أي الشعبانين تقصد شعبان الذي فات أم شعبان القادم، وعندما وصل كتابه إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه عمل على كتابة التاريخ، وأراد أن يجعله أول شهر رمضان، ولكنه وجد بأن الأشهر الحرم سوف تقع في سنتين إن ابتدأه بشهر رمضان، فجعله من المحرم وهو آخرها، وصيره أولها، وبذلك اجتمعت كل الأشهر بسنة واحدة.

وكان العرب قبل ذلك يؤرخون كتبهم من موت كعب بن لؤي وهو الجد السابع للرسول صل الله عليه وسلم، وعندما أتى عام الفيل أصبح التأريخ منه، وكانت المدة بين هذا وذاك خمسمائة وعشرين عامًا، كما وأرخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم عليه السلام، ومن ثم منذ بنائه البيت ومن ثم تفرق معد، ومن تفرق معد إلى موت كعب بن لؤي، ومن ثم عام الفيل، ومن ثم التأريخ الذي استمر حتى أيامنا هذه وهو التأريخ منذ الهجرة النبوية، وذاك أنه اعتاد الناس أن يؤرخوا بحدث مشهور، وأمر عظيم مذكور، فقد أرخ بعض العرب بعام الخنان بسبب شهرته، ومن ذلك ما أنشد النابغة الجعدي:

فَمَن يَكُ سائِلاً عَنّي فَإِنّي
مِنَ الفِتيانِ فِي عامِ الخُنانِ

يقول الشاعر في هذا البيت بأن من يسأل عنه فإنه من الغلمان الذين ولدوا في عام الخنان.

مَضَت مِئةٌ لِعامِ وُلِدتُ فِيهِ
وَعَشرٌ بَعدَ ذاكَ وَحِجَّتانِ

فَقَد أَيقَنت صُروفُ الدَهرِ مِنّي
كَما أَبقَت مِنَ السيفِ اليَماني

تَفَلَّلَ وَهوَ مَأثُورٌ جُرازٌ
إِذا جُمِعَت بِقائِمِهِ اليَدانِ

أَلا زَعَمَت بَنُو كَعبٍ بأَنّي
أَلا كَذَبُوا كَبِيرُ السِنِّ فاني

المصدر: كتاب "الوافي بالوفيات" تأليف الصفديكتاب "الأوائل" تأليف العسكريكتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: