قصة قصيدة فيا لك من ليل كأن نجومه

اقرأ في هذا المقال


يعد الليل رفيقًا للشعراء في أحزانهم، وذكرياتهم مع من يحبون، واليوم نقص عليكم شيئًا من شعر كبار الشعراء على مر التاريخ الذين أنشدوا القصائد في الليل.

من هو امرؤ القيس؟

امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وصاحب أشهر معلقة من المعلقات.

قصة قصيدة فيا لك من ليل كأن نجومه

أما عن مناسبة قصيدة “فيا لك من ليل كأن نجومه” فيروى بأن الليل هو رفيق الشعراء، فعندما ننظر إلى الشعراء جميعهم، القدماء منهم والمعاصرين نجدهم متفقون على في شعرهم من دون أي اتفاق سابق فيما بينهم بأن الحياة في الليل، وأن النعيم والجمال ملازمان لطوله، وأن ألمه وظلامه لا يشاركه فيهن شيء، تمامًا كما المحبوب بما يلازمه من شفاء وسقم، ومن حياة وموت، وفي مكانته في القلب، فلا يضاهيه أحد في حسنه ورفقته.

وتارة نرى هؤلاء الشعراء يتألمون، ويشكون طول الليل وظلمته، وتارة نجدهم شاكرين لوصوله، وتارة نجدهم يناجونه ويستغيثون به، وتارة نجدهم يتغزلون به إذا اجتمع من النور في وجه المحبوب، ومن هؤلاء الشعراء امرؤ القيس الذي كان الليل عليه طويلًا في ألمه وأحزانه، فينشد وهو يبكي دمًا قائلًا:

فيا لك من ليلٍ كأنّ نجـومه
بِكلّ مُغار الفتل شدّت بِيذبُلِ

يقول امرؤ القيس في هذا البيت بأن الليل قد طال، وكأن نجومه قد شدت إلى صخور شديدة الصلابة بحبال.

وأما الشاعر النابغة الذبياني فقد فقد الأمل في أن يأتي الصباح، لكي يبدد الظلام، حتى ظن بأنه ليس له نهاية، فينشد قائلًا:

كِليني لِـهَــمٍّ يا أُمَيـــمَةُ ناصِبِ
وَلَيلٍ أُقاسيهِ بَطيءِ الكَــواكِبِ

تَطاوَلَ حَتّى قُلتُ لَيسَ بِمُنقَضٍ
وَلَيسَ الَّذي يَرعى النُّجومَ بِآئِبِ

وأما البحتري وهو من أفضل شعراء العصر العباسي، فقد أنشد يشكو طول الليل على العاشقين قائلًا:

أَبى اللَيلُ إِلّا أَن يَعودَ بِطولِهِ
عَلى عاشِـــقٍ نَزرِ المَـنامِ قَليلِهِ

إِذا ما نَهاهُ العاذِلونَ تَتابَعَت
لَهُ أَدمُعٌ لا تَرعَـــوي لِعَــذولِهِ

وقد كان للمتنبي في الليل شوق إلى المحبوب، حيث أنشد قائلًا:

لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُــكُولُ
طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ

يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريـــدُهُ
وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبــيلُ

وأما الشاعر الذي أنصف الليل، وجعل منه رفيقًا، وكان كثيرًا ما يناجيه، فهو امرؤ القيس، الذي ناجاه قائلًا:

أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري
ونار الأســى ترمـــي فؤادي بالجمر

أبَى حَـــدَثانُ الدّهــــر إلاَّ تشــتُّـــتًا
وأيُّ هَوى ً يَبْقَى على حَدَثِ الدهرِ

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الشعراء القديمين والمعاصرين ينشدون العديد من القصائد في الليل، فمنهم من كان يراه ظلمة ويتذكر فيه أحزانه، ومنهم من كلن يناجيه، ويتذكر فيه محبوبه.


شارك المقالة: