قصة قصيدة فيا ليل كم فيك من متعب

اقرأ في هذا المقال


نروي لكم اليوم شيئًا من سيرة أبي طالب المكي.

قصة قصيدة فيا ليل كم فيك من متعب

أما عن مناسبة قصيدة “فيا ليل كم فيك من متعب” لأبي طالب المكي فيروى بأن أبو طالب المكي كان رجلًا زاهدًا متعبدًا، وكان صالحًا مجتهدًا في العبادة، وقد سمع الحديث، وروى عن أكثر من واحد، ويروى بأنه صنف كتابًا سماه قوت القلوب، ولكنه في هذا الكتاب ذكر أحاديث لا أصل لها، وكان له مجلس علم في جامع بغداد، وكان دائمًا ما يعظ الناس في هذا الجامع.

ويروى بأن أصله من الجبل، ولكنه نشأ في مكة المكرمة، وبعد أن شبّ خرج من مكة المكرمة، وتوجه إلى مدينة البصرة، ودخلها، وكان ذلك بعد وفاة الحسن بن سالم، فانتمى إلى مقالته، ومن ثم خرج من البصرة، وتوجه إلى بغداد، وأقام فيها، فاجتمع عليه الناس فيها، وعقد له فيها مجلس وعظ، ولكن وبعد أن أخطأ بالكلام بدعه أهل بغداد، وهجروه، وامتنع من الكلام على الناس، وكان يبيح السماع، فدعا عليه عبد الصمد بن علي، ودخل إلى مجلسه وعاتبه، فأخذ أبو طالب ينشد قائلًا:

فيا ليل كم فيك من متعب
ويا صبح ليتك لم تقرب

يناجي الشاعر في هذا البيت الليل، ويقول له: كم فيك من رجل متعب، وعلى الرغم من ذلك فأنا لا أتمنى أن تنتهي، ويأتي الصباح بدلًا منك.

وفي يوم من الأيام دخل أبو قاسم بن سرات إلى مجلسه وهو مريض بمرضه الذي مات فيه، فقال له: أوصني، فقال له: إذا كانت خاتمتي خاتمة خير، فانثر على قبري لوز وسكر، فقال له أبو القاسم: وكيف أعلم بأن خاتمتك خاتمة خير؟، فقال له: اجلس بجانبي، وأمسك بيدي، فإن قبضت عليها فاعلم أن خاتمتي خاتمة خير، فجلس بجانبه، وأمسك بيده، وعندما حانت لحظة موته، قبض على يده قبضًا شديدًا، وعندما قاموا بدفنه فعل كما أوصاه.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "فرسان العشق الإلهي" تأليف عمار علي حسنكتاب "الكامل في التاريخ" تأليف عز الدين ابن الأثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: