هنالك العديد من القصص والرويات المتعلقة بالجواري، واليوم نقص عليكم قصة إحدى هذه الجواري.
من هو عبد الغني النابلسي؟
هو عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي، شاعر صوفي من أهل مدينة دمشق.
قصة قصيدة فيا من تمادت في التجنب والقلى
أما عن مناسبة قصيدة “فيا من تمادت في التجنب والقلى” فيروى بأن رجلًا كان في يوم من الأيام مر في يوم من الأيام بدرب القراطيس، وبينما هو يمشي بين أحياءه مر من جانب أحد البيوت فيها، وسمع صوت جارية تنشد أبياتًا من الشعر، ولكنه لم يتمكن من سماعها جيدًا، فاقترب من شباك هذا البيت، ووقف بجانبه، وأخذ يستمع إلى ما تنشد هذه الجارية، فإذ هي تنشد متمثلة بأبيات لعبد الغني النابلسي قائلة:
فيا من تمادت في التجنب والقلى
إذا قلت أهدى الهجر لي حلل البلى
يعاتب الشاعر من يحب، ويقول له يا من أطلت في الهجر والبعد، فإن هجرك لم يزدني إلا بلاءً.
تقولين لولا الهجر لم يطب الحب
عدمت اصطباري بين قربك والنوى
وقد جد في الأحشاء وجد بها ثوى
تحيرتُ إن قلت ارفقي حثني الهوى
وإن قلت هذا القلب أحرقه الجوى
تقولي بنيران الجوى شرف القلب
رويدك يا من بالتجافي أمتَّني
وأهملتَ فيما بالوصال وعدتني
إذا قلت رفقاً إنني ذبتُ زدتني
وإن قلت ما ذنبي إليك أجبتني
وجودك ذنبٌ لا يقاس به ذنبُ
فصعق الرجل مما سمع، ووقف مدهوشًا لا يقوى على الحراك، وبينما هو على هذه الحال، خرج صاحب هذه الدار من الباب، وانتبه إليه وهو واقف بجانب الشباك، فتوجه إليه، وقال له: ما هذا يا سيدي؟، فقال له الرجل: لقد سمعت جارية تنشد أبياتًا من الشعر، واقتربت لكي أسمعها، فسمعتها تنشد أبياتًا من الشعر، وأنا على هذه الحال التي تراها بسبب ما سمعت منها من شعر، فقال له صاحب الدار: إن هذه الجارية هبة لك مني، فقال له الرجل: لقد قبلت بها، ومن بعد أن أخذ هذه الجارية من صاحبها، حررها لوجه الله تعالى، وبعث بها إلى أحد أصحابه، فتزوج منها، وأنجبت منه غلامًا تقيًا، ويروى بأن هذا الغلام حج على قدميه ثلاثين حجة.
الخلاصة من قصة القصيدة: سمع رجل في يوم من الأيام جارية تنشد أبياتًا من الشعر، ووقف مذهولًا بسبب شعرها، فرآه صاحبها، ووهبها له، فحررها لوجه الله تعالى، ودفعها إلى أحد أصحابه، وزوجه منها، فأنجبت غلامًا من الأتقياء، حج ثلاثين حجة على قدميه.