قصة قصيدة قالت حبست فقلت ليس بضائر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قالت حبست فقلت ليس بضائر

أمّا عن مناسبة قصيدة “قالت حبست فقلت ليس بضائر” فيروى بأن الخليفة العباسي المتوكل على الله كان قد اتخذ من علي بن الجهم نديمًا له، وكان من أكثر الشعراء جلوسًا معه، وكان الخليفة يخبره بجميع أسراره، ويحب أن يجلس معه لوحده، وكان كل ذلك سببًا لكي يحسده ندماء الخليفة الآخرون على ما هو به، وكان من بين هؤلاء الندماء البحتري ومروان بن أبي الجنوب، واتفق الاثنان على أن يكيدوا له عند الخليفة.

فدخل الاثنان إلى مجلس الخليفة، وأخبراه بأنهما قد شاهدا علي بن الجهم وهو ينظر إلى نساء القصر، فغضب الخليفة غضبًا شديدًا، وبعث في طلبه، وعندما أتاه، أمره بأن يبقى في بيته، ولا يغادره أبدًا، فانقطع عن القصر، ولكن ندماء الخليفة لم يتوقفوا عند هذا الحد، فعادوا إلى الخليفة، وأخبروه بأن علي بن الجهم يطعن فيه، ويعيب في أخلاقه، فأمر الخليفة بوضعه في السجن، وبينما هو في السجن أنشد قصيدة، وفي هذه القصيدة رفض للذل والاستعطاف، وفيها قال:

قالَت حُبِستَ فَقُلتُ لَيسَ بِضائِرٍ
حَبسي وَأَيُّ مُهَنَّدٍ لا يُغمَدُ

أَوَما رَأَيتِ اللَيثَ يَألَفُ غيلَهُ
كِبراً وَأَوباشُ السِباعِ تَرَدَّدُ

وَالشَمسُ لَولا أَنَّها مَحجوبَةٌ
عَن ناظِرَيكِ لَما أَضاءَ الفَرقَدُ

وَالبَدرُ يُدرِكُهُ السِرارُ فَتَنجَلي
أَيّامُهُ وَكَأَنَّهُ مُتَجَدِّدُ

وَالغَيثُ يَحصُرُهُ الغَمامُ فَما يُرى
إِلّا وَرِيِّقُهُ يُراحُ وَيَرعُدُ

وَالنارُ في أَحجارِها مَخبوءَةٌ
لا تُصطَلى إن لَم تُثِرها الأَزنُدُ

وَالزاعِبِيَّةُ لا يُقيمُ كُعوبَها
إِلّا الثِقافُ وَجَذوَةٌ تَتَوَقَّدُ

وقال أيضًا:

وَالحَبسُ ما لَم تَغشَهُ لِدَنِيَّةٍ
شَنعاءَ نِعمَ المَنزِلُ المُتَوَرَّدُ

بَيتٌ يُجَدِّدُ لِلكَريمِ كَرامَةً
وَيُزارُ فيهِ وَلا يَزورُ وَيُحفَدُ

لَو لَم يَكُن في السِجنِ إِلّا أَنَّهُ
لا يَستَذِلُّكَ بِالحِجابِ الأَعبُدُ

نبذة عن علي بن الجهم

هو علي بن الجهم بن بدر بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كرار بن كعب بن مالك بن عتبة بن جابر بن الحارث بن عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب، وهوة شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في مدينة بغداد في العراق، اتصل بالعديد من الخلفاء العباسيين ومنهم الخليفة المأمون والمعتصم بالله والواثق بالله والمتوكل على الله.

توفي علي بن الجهم في مدينة حلب في عام مائتان وتسعة وأربعون للهجرة.


شارك المقالة: