قصة قصيدة قبر الغريب سقاك الرائح الغادي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قبر الغريب سقاك الرائح الغادي

أمّا عن مناسبة قصيدة “قبر الغريب سقاك الرائح الغادي” فيروى بأنه عندما قرر يوسف بن تاشفين نفي المعتمد بن عباد، أخذ هو وعائلته من إشبيلية، وبعثوا بهم إلى مدينة طنجة في المغرب، وأقام المعتمد فيها لفترة وجيزة من الزمن، وبينما هو في مدينة طنجة التقى بعضًا من شعرائها، وكان من بينهم شاعر يقال له أبو الحسن بن عبد الغني الفهري، وقام أبو الحسن بإهداء المعتمد كتابه المستحسن من الأشعار، فسر المعتمد به، وأهدى له بعضًا من المال المتبقي معه، وعندما علم بقية الشعراء بذلك أخذوا يتهافتون عليه من كافة أرجاء المدينة، ولكنه قام بردهم، حيث لم يتبق معه أي مال يعطيه لهم، وكتب في ذلك شعرًا يرثي به ما آل إليه حاله.

ومن ثم نقلوه من مدينة طنجة إلى مدينة مكناسة، فأقام هنالك عدة أشهر، ومن بعدها نقلوه إلى مدينة أغمات في جنوب المغرب، مع ملوك آخرين من ملوك الطوائف، وقضى فيها آخر أيام حياته، وكانت معيشته فيها معيشة مزرية، وعاملوه معاملة سيئة، وكان السبب في تلك المعاملة السيئة محاولة ابنه عبد الجبار شن هجوم على المرابطين بعد سقوط حكم أبيه.

وعندما توفي المعتمد بن عباد نودي للصلاة على الغائب وكان ذلك في يوم العيد، وكان قد أوصى بأن يكتب على قبره أبيات من الشعر قال فيها:

قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي
حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشلاء ابن عَبّادِ

بِالحِلمِ بالعِلمِ بِالنُعمى إِذِ اِتّصلَت
بِالخَصبِ إِن أَجدَبوا بالري لِلصادي

بالطاعِن الضارِب الرامي إِذا اِقتَتَلوا
بِالمَوتِ أَحمَرَ بالضرغمِ العادي

بالدَهر في نِقَم بِالبَحر في نِعَمٍ
بِالبَدرِ في ظُلمٍ بِالصَدرِ في النادي

نَعَم هُوَ الحَقُّ وَافاني بِهِ قَدَرٌ
مِنَ السَماءِ فَوافاني لِميعادِ

وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعشِ أَعلَمُهُ
أَنَّ الجِبال تَهادى فَوقَ أَعوادِ

كَفاكَ فارفُق بِما اِستودِعتَ مِن كَرَمٍ
رَوّاكَ كُلُّ قَطوب البَرق رَعّادِ

يَبكي أَخاهُ الَّذي غَيَّبتَ وابِلَهُ
تَحتَ الصَفيحِ بِدَمعٍ رائِح غادي

حَتّى يَجودَكَ دَمعُ الطَلّ مُنهَمِراً
مِن أَعيُن الزَهرِ لم تَبخَل بِإِسعادِ

وَلا تَزالُ صَلاةُ اللَهِ دائِمَةً
عَلى دَفينكَ لا تُحصى بِتعدادِ

فدفنوه، وكتبوا على قبره ما أوصى به.

نبذة عن المعتمد بن عباد

هو محمد بن عباد بن محمد بن إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمر بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم اللخمي، ثالث ملوك بني عباد وآخرهم، ولد في الأندلس، وتوفي في مراكش في المغرب.

ما هو السياق التاريخي لأبيات قبر الغريب سقاك الرائح الغادي

  • كتب المعتمد بن عباد هذه الأبيات بعد أن نُفي من إشبيلية وعاش في المنفى.
  • عبّر عن مشاعره بالحزن والفقدان والشوق إلى وطنه.
  • تُعتبر هذه الأبيات من أجمل وأشهر قصائد الرثاء في الأدب العربي.

ما هو تأثير أبيات قبر الغريب سقاك الرائح الغادي

  • لا تزال هذه الأبيات تُقرأ وتُردد حتى يومنا هذا.
  • تُعتبر من أهمّ الأعمال الشعرية التي تُعبّر عن مشاعر الحزن والفقدان.
  • ألهمت العديد من الفنانين لِكتابة قصائد وأغانٍ مشابهة.

شارك المقالة: