نقص عليكم اليوم خبر شمس المعالي قابوس بن وشمكير ، وهو أحد ملوك طبرستان، ونروي لكم قصة غدر ابنه له.
من هو الصاحب بن عباد؟
هو أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس القزويني، وهو وزير للملك مؤيد الدولة بن بويه البويهي في العصر العباسي.
قصة قصيدة قد قبس القابسات قابوس
أما عن مناسبة قصيدة “قد قبس القابسات قابوس” فيروى بأن شمس المعالي قابوس بن وشمكير وهو رابع ملوك الزيارين، وقد حكم منطقة طبرستان وجرجان، وقد كان قابوس ملكًا فاضلًا وأديبًا، وكان صاحب المروءة، عالي النفس، كريمًا، وكان لا يحب التملق، فقد كان يرفض أن يسمع مديح الشعراء له، على الرغم من عطفه عليهم، وإكرامه لهم، والإجزال عليهم.
وكان له أخًا اسمه مرداويج، وكان مرداويج ملك بلاد الجبال، وكان بين عساكر الديلم وبين الأتراك خصومة، وكان سبب ذلك أن الأتراك قاموا بقتل مرداويج في يوم من الأيام بينما كان في الجبال، وبعد أن قتل مرداويج استلم أخاه قابوس الحكم مكانه، ولكن حكمه قد تزعزع هنالك، وانتزعه منه آل بويه.
وعندها خرج من هنالك وتوجه إلى طبرستان، واستنجد بملوك بني سامان هنالك، فأعانوه على قتال آل بويه، وبقي يقاتلهم حتى غدر به ابنه منوجهر، ووضعه في الحبس في إحدى القلاع، وكان ملوك الديلم خارج طاعة الخلفاء، وعندما وقع له ما وقع هجاه الصاحب بن عباد بقصيدة قال فيها:
قَد قَبَسَ القابِساتِ قابوسُ
وَنجمُهُ في السَماءِ مَنحوسُ
وَكَيفَ يُرجى الفَلاحُ مِن رَجُلٍ
يَكونُ في آخِر اِسمه بوسُ
فلما سمع قابوس ذلك أنشد قائلًا:
من رام أن يهجو أبا قاسم
فقد هجا كل بني آدم
يقول الشاعر في هذا البيت بأن من يهجوه فكأنه هجا كل الناس.
لأنه صور من مضغة
تجمعت من نطف العالم
الخلاصة من قصة القصيدة: بعد أن قام الأتراك بقتل مرداويج أخو قابوس بن وشمكير، استلم قابوس الحكم مكانه، ولكن آل بويه انتزعوا الحكم منه، فاستنجد ببني سامان في طبرستان، وأعانوه في قتال بني بويه، ولكن ابنه غدر به، وحبسه في إحدى القلاع.