العفة هي صفة من صفات أنبياء الله، ومن هؤلاء الأنبياء نبي الله يوسف الذي دعته زوجة العزيز إلى الرذيلة ولكنه امتنع عن فعل الفاحشة معها، وحاول الهروب منها.
حالة الشاعر
كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحب لنبي الله يوسف، فهو يمدحه ويذكر خصاله الحميدة.
قصة قصيدة قد كان يوسف في العفاف إماما
أما عن مناسبة قصيدة “قد كان يوسف في العفاف إماما” فيروى بأنه عندما ترك إخوة يوسف أخاهم في البئر، أمضى فيه فترة من الزمن وهو حزين محتسب، حتى مر على البئر قافلة متوجهة إلى مصر، وتوقفت عند ذلك البئر لكي تتزود من الماء، وتستريح قليلًا من تعب الطريق، فوجدوه في ذلك البئر، وحملوه معهم إلى مصر، وهنالك باعوه إلى عزيز مصر، فأخذه إلى قصره، وكان لا يوجد له أبناء، فاعتبره ابنًا له، ولكن زوجته وقعت في حب يوسف، وشغفت فيه، وعشقه قلبها، فأصبحت تنتهز الفرصة لكي تراه وتجلس معه بين الفينة والأخرى، وحاولت كل ما تستطيع لكي توقع به في أحضان الرذيلة، ولكن شيئًا لم ينفع معه، فقررت أن تدبر له مكيدة لكي تبلغ مرادها منه.
فقامت زوجة العزيز بإغلاق الباب عليهما، وانفردت به، ودعته إلى الفاحشة، ولكنه عندما رآها مصرة على ما تريد، انقلب تجاه الباب، لكي يهرب منها، ولشدة حرصها على الفاحشة تبعته، وأمسكت بقميصه، فتمزق القميص، وفي تلك اللحظة دخل زوجها إلى الغرفة، فدهش مما رأى، وتملكته الحيرة، وتحركت في أحشاءه الغيرة، وقبل أن يسأل، سبقته زوجته، وادعت بأن يوسف هو من راودها عن نفسها، وطالبته بأن يضعه في السجن، ولكن أحد أقرباء زوجته شهد بأنه إن كان قميصه قد تمزق من الأمام فإنه هو من أراد الفاحشة، وإن كان قد تمزق من الخلف فإنها هي من أرادت الفاحشة، وعندما تفقد القميص وجده قد تمزق من الخلف، فعلم بأن زوجته هي من أرادت الفاحشة، وبأن يوسف بريء وعفيف، وفي عفة يوسف أنشد الشاعر:
قد كان يوسف في العفاف إماما
ونبي وحي ينشر الإسلاما
يقول الشاعر في هذا البيت بأن نبي الله يوسف هو إمام من أئمة العفاف، ونبي من أنبياء الله ينشر الإسلام.
فلقد دعته وراودته عليلة
في قصرها فأبى لها استسلاما
واختار ضيق السجن يذكر ربه
عفا يريد بضيقه استعصاما
فعليه من باري الوجود سلامة
فعفافه يستوجب الإعظاما
الخلاصة من قصة القصيدة: حاولت زوجة العزيز أن تراود نبي الله يوسف عن نفسه، ولكنه امتنع، وحاول الهروب، فمزقت قميصه من الخلف، وشهد شاهد من أهلها بأنها هي من راودته عن نفسه، وتأكد العزيز من ذلك، وعلم بأنه بريء وعفيف.