قصة قصيدة قضى كل ذي دين فوفى غريمه

اقرأ في هذا المقال


لكثير وعزة الكثير من القصص والروايات، واليوم نقص عليكم إحدى هذه القصص، على الرغم من أن كثير لم يكن طرفًا فيها، وتدور أحداثها بين عزة وبين الخليفة عبد الملك بن مروان.

من هو كثير عزة؟

هو كثير عزة بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، شاعر من شعراء العصر الأموي، من أهل المدينة المنورة.

قصة قصيدة قضى كل ذي دين فوفى غريمه

أما عن مناسبة قصيدة “قضى كل ذي دين فوفى غريمه” فيروى بأن بثينة وعزة دخلتا في يوم من الأيام إلى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان، فالتفت الخليفة إلى عزة، وقال لها: أأنت عزة كثير، فردت عزة عليه قائلة: لست بعزة كثير، ولكني أم بكر، فقال لها الخليفة: وهل تروين قول كثير، حينما قال:

رَمَتني عَلى عَميدٍ بُثَينَة بَعدَما
تَوَلَّى شَبابي واِرجَحَنَّ شَبابُها

بِعَينينِ نَجلاوَينِ لَو رَقرَقَتهُمَا
لِنَوءِ الثُريا لاستَهَلَّ سَحَابُها

وَلكِنَّما تَرمِينَ نَفسًا مَريضَةً
لِعَزَّة مِنها صَفوُها وَلُبابُها

فقالت له عزة: لا يا مولاي، ولكني أروي قوله:

وَلَم يَلقَ إِنسانٌ مِنَ الحُبَّ مَيعَةً
تَعُمُّ وَلا عَمياءَ إِلّا تَجَلَّتِ

فَإِنَ سَأَلَ الواشُونَ فِيمَ صَرَمتُها
فَقُل نَفس حُر ّسُلِّيَت فَتَسَلَّتِ

كَأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَت
مِن الصُمِّ لو تَمشي بِها العُصمُ زَلَّتِ

صَفوحٌ فَما تَلقاكَ إِلَّا بخيلَةً
فَمَن مَلَّ مِنها ذَلِكِ الوَصلَ مَلَّتِ

أَباحَت حِمًى لَم يَرعَهُ الناسُ قَبلَها
وَحَلَّت تِلاعًا لَم تَكُن قَبلُ حُلَّتِ

ثم التفت أمير المؤمنين إلى بثينة، وقال لها: هل أنت بثينة جميل؟، فقالت له: نعم يا مولاي، أنا هي، فقال لها: وما الذي رآه فيك حتى أكثر من ذكر من بين نساء العالمين؟، فقالت له: ما رآه الناس فيك، وجعلوا منك خليفة عليك، فأخذ الخليفة يضحك، وأجزل على كل منهما، ومن ثم أمرهما أن تدخلا على زوجته، فدخلتا، فقالت عاتكة لعزة: حدثيني عن قول كثير:

قَضى كُلُّ ذي دينٍ فَوفّى غَريمَهُ
وَعَزَّةُ مَمطولٌ مُعنّىً غَريمُها

يعاتب كثير عزة بسبب رفضها إعطائه ما وعدته به، ويقول لها بأن كل صاحب دين يفي بدينه، وهي تماطل في سداد دينها.

إِذا سُمتُ نَفسي هَجَرَها وَاِجتِنابَها
رَأَت غَمَراتِ المَوتِ في ما أَسومُها

إِذا بِنتِ بانَ العُرفُ إِلّا أَقَلَّهُ
مِنَ الناسِ وَاِستَعلى الحَياةَ ذَميمُها

وَتُخلِقُ أَثوابُ الصِيا وَتَنَكَّرَت
نَواحٍ مِنَ المَعروفِ كانَت تُقيمُها

فَهَل تَجزِيَنّي عَزَّةُ القَرضَ بِالهَوى
ثَواباً لِنَفسٍ قَد أُصيبَ صَميمُها

فقالت لها عزة: لقد وعدته بقبلة، ومن ثم رأيت بأن ذلك إثمًا، فامتنعت، فقالت لها عاتكة: لقد وددت بأنك أعطيته إياها، وأنا حملت عن إثمها، ولكنها أدركت خطأها، واستغفرت الله تعالى، وأعتقت بسبب كلمتها أربعين رقبة.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخلت كل من عزة وبثينة إلى مجلس عبد الملك بن مروان، ودار بينهما وبين الخليفة حديث حول كل من جميل وكثير.


شارك المقالة: