نروي لكم اليوم خبر الوزير ابن مقلة عندما بنى داره وبستانه.
قصة قصيدة قل لابن مقلة لا تكن عجلا
أما عن مناسبة قصيدة “قل لابن مقلة لا تكن عجلا” فيروى بأن الوزير ابن مقلة قد كان في بداية عمره فقيرًا لا يملك شيئًا من المال، ومن ثم آل حاله إلى أنه قد ولي الوزارة لثلاثة من خلفاء بني العباس وهم المقتدر والقاهر والراضي، وقد اشتهر ابن مقلة بأن خط يده كان من أفضل الخطوط في زمانه، وفي يوم قام ببناء دار له بينما كان وزيرًا، وعندما بدأ ببناء تلك الدار قام بجمع منجمي مدينة بغداد جميعهم، واستشارهم في الوقت الذي يجب عليه البدء ببنائها، فأشاروا عليه بأن يبنيها بين العشائين، ففعل كما أشاروا عليه، وبناها في ذلك الوقت.
وكان له في تلك الدار بستانًا كبيرًا جدًا، وأرضه كلها من البرسيم، وفيه من الطيور أشكالًا وأنواعًا كثيرة، وفيه الغزلان والنعام وبقر الوحش وغير ذلك الشيء الكثير، ولكنه وبعد أن أتم بناء تلك الدار وبستانها بفترة وجيزة خربت وصارت كومًا بعد أن أحرقت بأمر من الخليفة المقتدر بالله، فصار كل ما فيها بعد النضرة والبهجة إلى الهلاك والبوار والفناء والزوال.
وقد أنشد فيه أحد الشعراء بعد أن بنى داره وبستانه وما اتسع فيه من متاع الدنيا أبياتًا من الشعر قال فيها:
قل لابن مقلة لا تكن عجلا
واصبر فانك في أضغاث أحلام
يقول الشاعر في هذا البيت بأن على ابن مقلة أن لا يكون عجولًا وأن يصبر، فإن ما هو فيه ما هو سوى حلم سوف ينقضي.
تبنى بأنقاض دور الناس مجتهدا
دارا سنقض أيضا بعد أيام
ما زلت تختار سعدا تطلبن لها
فلم يوف من نحس بهرام
إن القرن وبطليموس ما اجتمعا
في حال نقض ولا في حال إبرام