قصة قصيدة قل لابن ملجم والأقدار غالبة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قل لابن ملجم والأقدار غالبة

أمّا عن مناسبة قصيدة “قل لابن ملجم والأقدار غالبة” فيروى بأن الحسن بن علي بن أبي طالب خرج في اليوم الذي يسبق يوم مقتل أباه علي بن أبي طالب إلى باحة البيت، وكان الخليفة يصلي في مسجد البيت، وعندما رآه الخليفة قال له: يا بني أردت أن أوقظ  أهل البيت لأنها ليلة الجمعة، فغلبني النعاس، ونمت، وبينما أنا نائم رأيت الرسول صل الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله ماذا رأيت من أمتك؟، فقال لي: ادع عليهم.

وبعد ذلك بفترة حان موعد صلاة الفجر، وتوجه الخليفة لكي يصلي بالناس، وخرج خلفه ابنه الحسن، وعندما دخل الخليفة إلى المسجد ضربه ابن الملجم بسيفه، وكان قد ملأ سيفه بالسم، فسال دمه على لحيته، وهرب ابن الملجم، فحمل الرجال الخليفة إلى بيته، وجمعوا له الأطباء، وكان من أفضلهم أثير بن عمر السكوني، وكان أثير صاحب كسرى، وكان ممن يعالجونه.

قام أثير بإحضار رئة شاة حارة، وأخذ منها عرقًا، وأدخله في جرح الخليفة، ومن ثم نفخ فيه، ومن ثم أخرجه من الجرح، فوجد عليه لونًا أبيضًا، فقال للخليفة: يا أمير المؤمنين اوصي الناس فإنك ميت، وأنشد عمران بن حطان في ضربة ابن ملجم للخليفة:

لله درّ المرادي الذي سفكت
كفّاه مهجة شرّ الخلق إنسانا

أمسى عشيّة غشّاه بضربته
ممّا جناه من الآثام عريانا

يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إنّي لأذكره حيناً فأحسبه
أوفى البريّة عند الله ميزانا

فقال بكر بن حماد التاهرتي معارضاً له:

قل لابن ملجم والأقدار غالبةٌ
هدمت ويحك للإسلام أركانا

قتلت أفضل من يمشي على قدمٍ
وأوّل الناس إسلاماً وإيمانا

وأعلم الناس بالقرآن ثم بما
سنّ الرسول لنا شرعاً وتبيانا

صهر النبيّ ومولاه وناصره
أضحت مناقبه نوراً وبرهانا

وكان منه على رغم الحسود له
مكان هارون من موسى بن عمران

وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً
ليس إذا لقي الأقران أقرانا

ذكرت قاتله والدمع منحدرٌ
فقلت: سبحان ربّ الناس سبحانا

إنّي لأحسبه ما كان من بشرٍ
يخشى المعاد ولكن كان شيطانا

نبذة عن بكر بن حماد التيهرتي

أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن سهل بن إسماعيل الزناتي التيهرتي، ولد في عام مائتان للهجرة في مدينة تيهرت في الجزائر، وهو أديب وشاعر وفقيه، عاصر الخليفة العباسي المعتصم بالله، ومدحه ونال عنده الحظوة.


شارك المقالة: