قصة قصيدة قل للذي بصروف الدهر عيرني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة قل للذي بصروف الدهر عيرني

لا يبقى أي إنسان على حاله، فإن الله يقلب الأحوال، فكم من غني ذهب ماله، وكم من قوي ذهبت صحته، ومن هؤلاء الأمير شمس المعالي الذي كان أميرًا محبوبًا بين شعبه، ولكنه بعد انقلاب جنده عليه، ذهب ملكه.

أما عن مناسبة قصيدة “قل للذي بصروف الدهر عيرني” فيروى بأن الأمير شمس المعالي كان قد تولى الإمارة بعد أن توفي أباه بواحد وخمسين عامًا، حيث توفي والده في عام ثلاثمائة وسبع وثلاثين للهجرة، وتولى هو الإمارة في عام ثلاثمائة وثمان وثمانين للهجرة، وكان شمس المعالي من أفضل الأمراء كرمًا وجودًا، وكان كما قال عنه البعض من محاسن الدنيا وبهجتها، ولكنه وعلى الرغم من كل ذلك فقد كان مرًا في السياسة، وبسبب ذلك فقد كرهه العديد من الناس، وخاصة من كبار الدولة، فقام أعيان العسكر بالاجتماع، واتفقوا على أن يقوموا بخلعه، وأن ينزعوا الأيادي عن طاعته.

وقرروا أن يسلموا الأمر إلى ابنه، فبعثوا إليه، وكان في ذلك الوقت في طبرستان، وعلى الرغم من أنه كان يقدر والده ويحترمه، إلا أنه قد وافقهم على ذلك، خوفًا منه أن يخرج الملك من بيتهم، وخرج من طبرستان وتوجه صوب جربان حيث كان والده في ذلك الوقت، وعرض عليه أن يكون حجابًا بين والده وبين المعارضين له من أعيان العسكر، فوافق والده على ذلك، واتفق معه أن يتوجه إلى إحدى قلاعه، ويبقى فيها حتى يتوفاه الله تعالى، وتوجه إلى تلك القلعة وأقام بها، وقبل أن يتوفى كان يرى من حوله يستهزءون به، ويضحكون على المصير الذي آل إليه، وبعضهم يتشمت به، فأنشد في خبر ذلك متمثلًا بشعر الأحنف الكعبري، قائلًا:

قل للذي بصروف الدهر عيّرني
هل عاند الدهر إلا من له خطر

يطلب الشاعر من الذين عيروه بالحال التي آل إليها أن يجيبوه على سؤاله، حيث تساءل هل عاند الدهر إلا من كان له خطر.

أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ
وتستقرّ بقاصي قعره الدرر

وفي السماء نجوم غير ذي عدد
وليس يكسف إلا الشمس والقمر

نبذة عن الأحنف العكبري

هو أبو الحسن عقيل بن محمد العكبري الأحنف، شاعر من شعراء العصر العباسي، وهو بالإضافة لكونه شاعر أديب، وهو من أهل عكبرا، اشتهر في مدينة بغداد في العراق.

الخلاصة من قصة القصيدة: كان الأمير شمس المعالي أميرًا محبوبًا، ولكنه كان مرًا في السياسة، فانقلب عليه أعيان جنده، وعينوا ابنه بدلًا منه، وعاش بقية عمره في قلعة، فأصبح الناس يعيرونه ويتشمتون به.


شارك المقالة: