قصة قصيدة كأن نيراننا في جنب قلعتهم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كأن نيراننا في جنب قلعتهم

أمّا عن قصة قصيدة “كأن نيراننا في جنب قلعتهم” فيروى بأنه كان هنالك غلام يقال له مخارق، وكان مخارق صاحب صوت جميل، وفي يوم من الأيام اشتراه إبراهيم الموصلي بثلاثة وثلاثون ألف درهم، وفي يوم من الأيام أتاه الفضل بن يحيى، وقال له: ما خبر الغلام الذي قمت بشرائه، فقال له: هو كما وصلك عنه، فقال له الفضل بن يحيى: أحضره لكي أراه، فأحضره، وأمره بأن يغني، فأخذ يغني، وبعد أن انتهى، قال الفضل بن يحيى: والله إني لا أرى فيه ما رأيت أنت، فأمر إبراهيم مخارق أن يستمر بالغناء، وعندها أعجب الفضل بن يحيى بصوته، فقام إبراهيم بإهدائه إليه.

وفي يوم دخل إبراهيم إلى مجلس الخليفة هارون الرشيد، فقال له الخليفة: ما خبر الغلام الذي أهديته للفضل بن يحيى، فقال له: إنه غلام لم يملك رجل من العرب مثله، ولن يكون مثله قط، فبعث الخليفة إلى الفضل بن يحيى، وأمره بأن يحضر الغلام،  وعندما أتاه، ودخل إلى مجلسه، أمره الخليفة بأن يغني، فقال له الفضل كم يساوي هذا الغلام؟، فقال له: إنه يساوي خراج مصر كافة، فقال له الخليفة: ويحك، هل تعرف ما الي تقوله، وأخرجه من المجلس، كونه لم يطلب شيئًا من البرامكة من قبل قط.

ومن بعد ذلك دخل إليه رجل يقال له مسرور، وقال للخليفة: سوف أذهب إلى الفضل، وأسأله أن يهبك هذا الغلام، وتوجه إلى الفضل، وطلب منه أن يهبه إلى الخليفة، فوهبه إليه، وأصبح من غلمان الخليفة، وفي يوم غنى ابن الجامع عند الخليفة قائلًا:

كأنّ نيراننا في جنب قلعتهم
مصبّغات على أرسان قصّار

هوت هرقلة لمّا أن رأت عجباً
جواثما ترتمي بالنّفط والنّار

فأعجب الخليفة بغنائه، وقربه منه أكثر من غيره، فحسده مخارق على ذلك، وغمز لإبراهيم الموصلي، وعندما انفردا، قال إبراهيم له: ما لي أراك وأنت تبدو منكسرًا، فقال له: لقد قرب الخليفة ابن الجامع إليه، أكثر منا، فقال له إبراهيم: ويحك، أنت تتحدث عن الخليفة، ولا يمكننا معارضته على ما يقرر، ولن يمنعه عنه إلا موته، ومن ثم دخل إبراهيم إلى الخليفة، وقال له: يا أمير المؤمنين: إنك معج بصوته أكثر من غيره، وهو لا يستحق ذلك، وإن مخارق يغني أفضل منه، فنظر الخليفة إليه: وقال له: غني، فغنى وأبدع، وطرب الخليفة حتى كاد أن يطير.

نبذة عن ابن الجامع

هو أبو القاسم إسماعيل بن جامع بن إسماعيل بن عبد الله بن المطلب بن أبي وداعة بن ضبيرة بن سعيد، ولد في مكة المكرمة.


شارك المقالة: