قصة قصيدة كل يوم قطيعة وعتاب

اقرأ في هذا المقال


يفعل العاشقين ما لا يخطر على بال في سبيل حبهم، ومن ذلك ما فعلته إحدى جواري محمد بن إبراهيم عندما ألقت بنفسها في الماء، ومن ثم تبعها الشاب الذي يحبها.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الحزن على بعد محبوبته عنه، وهو يشكي شوقه لها.

قصة قصيدة كل يوم قطيعة وعتاب

أمّا عن مناسبة قصيدة “كل يوم قطيعة وعتاب” فيروى بأن أمير المؤمنين المتوكل على الله دعا في يوم من الأيام الجاحظ إلى مجلسه لكي يؤدب له ابنه، وعندما دخل الجاحظ إلى مجلسه، ورآه المتوكل واستبشع منظره، وأمر له بعشرة آلاف درهم، ومن ثم أمره بالانصراف من مجلسه، فخرج الجاحظ من المجلس، وتوجه عائدًا إلى منزله، وبينما هو في طريقه إلى بيته لقي رجل يقال له محمد بن إبراهيم، وكان يريد الخروج إلى مدينة السلام، فعرض على الجاحظ أن يخرج معه إلى هنالك، وبينما هما في الطريق إلى هنالك، نزل القوم بالقرب من الماء، لكي يستريحوا، ودعا محمد بن إبراهيم بالطعام والشراب، ونصب الستارة، وأمر إحدى جواريه أن تغني، فأخذت تنشد قائلة:

كل يوم قطيعة وعتاب
ينقضي دهرنا ونحن غضاب

يعاتب الشاعر في هذا البيت محبوبته، ويقول لها بأن قطيعتها له قد طالت، ويقول بأن الدهر قد مضى عليه وهو غاضب على حاله.

ليت شعري أنا خصصت بهذا
دون ذا الخلق أم كذا الأحباب

ثم سكتت، وأمر جارية أخرى أن تغني، فأخذت تنشد قائلة:

وارحمتي للعاشقينا
ما إن أرى لهم معينا

كم يهجرون، ويظلمون،
ويقطعون فيصبرونا

وتراهم مما بهم
بين البرية خاشعينا

يتجلدون، ويظهرون
تجلداً للشامتينا

فقالت لها الجارية الأولى: فماذا يفعلون؟، فقالت لها: يفعلون هكذا، ومن ثم أمسكت بالستارة وقطعتها، ومن ثم رمت نفسها في الماء، وكان جالس معهم غلام جميل الوجه، وفي يده مدية، وعندما رآها وقد رمت نفسها في الماء، رمى ما في يده، وأتى إلى الموضع الذي رمت نفسها فيه، ونظر إليها وهي تحت الماء، وأخذ ينشد قائلًا:

أنت التي غرقتني
بعد القضا لو تعلمينا

ومن ثم رمى بنفسه في الماء، فأدار سائق المركب المركب تجاههم، فرآهم القوم وهما متعانقين ومن ثم غاصا في الماء.

الخلاصة من قصة القصيدة: خرج الجاحظ مع محمد بن إبراهيم في يوم على مركب، فوقف النهر على إحدى ضفاف النهر، وأخذت إحدى الجاريات بالغناء، ومن ثم غنت الأخرى، ورمت بنفسها في الماء، فرمى شاب يحبها بنفسه في الماء ورائها.


شارك المقالة: