قصة قصيدة لا تزجر الفتيان عن سوء الرعه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لا تزجر الفتيان عن سوء الرعه

أمّا عن مناسبة قصية “لا تزجر الفتيان عن سوء الرعه” فيروى بأن الربيع بن زياد كان من ندماء الملك النعمان بن المنذر، وفي يوم من الأيام أتى وفد مكون من ثلاثين رجلًا من بني عامر، وكان على رأسهم أبو براء عامر بن جعفر بن كلاب، وكان خمسة منهم من بني الحريش، وثلاثة من بني عقيل، وكان معهم لبيد بن ربيعة، وكان وقتها ما يزال غلامًا صغيرًا، وكان الربيع من أكثر الناس المقربين من النعمان بن المنذر>

وعندما أتى الوفد جعل لهم النعمان بيتًا يقيمون به، وعندما وصل خبر ذلك إلى الربيع دخل إلى مجلس النعمان، وأخذ ينتقص منهم، حتى اقتنع النعمان، وأخرجهم من البيت الذي وضعهم فيه، فهم القوم بالانصراف عائدين إلى ديارهم، ودخل عليهم اللبيد، وكانوا يتناجون فيما بينهم، فقال لهم: ما لكم تتناجون؟، فقالوا له: إليك عنا أيها الغلام، فقال لهم: أخبروني لعلي أجد لكم مخرجًا مما أنتم فيه، فأخبروه، فقال لهم: أمره عندي، غدًا عندما نجلس مع الملك أرجز به، فقالوا له: وهل تستطيع فعل ذلك؟، فقال لهم: نعم، وأرادوا أن يختبروه فقالوا له: قل في هذه الرجلة، فقال: هذه الرجلة لا تستر جارًا، ولا تعمر بيتًا، ولا تشعل نارًا، المقيم عندها قانع، والمغتر بها جائع، أصعب البقول مرعى، وأقصرها فرعًا.

وفي صباح اليوم التالي جلس القوم مع النعمان بن المنذر، وكان يجلس إلى جانبه، فدخل لبيد إلى المجلس، وكان قد دهن أحدى جنبي رأسه، ولبس حذاءً واحدًا، وأرخى إزاره، وكان الشعراء يفعلون ذلك في العصر الجاهلي إن أرادوا أن يهجوا أحدًا ما، فوقف بين يدي النعمان، وأخذ ينشد قائلًا:

لا تَزجُرِ الفِتيانَ عَن سوءِ الرِعَه
يا رُبَّ هَيجا هِيَ خَيرٌ مِن دَعَه

يا اِبنَ المُلوكِ السادَةِ الهَبَنقَعَه
أَنا لَبيدٌ ثُمَّ هَذي المَنزَعَه

في كُلِّ يَومٍ هامَتي مُقَزَّعَه
قانِعَةً وَلَم تَكُن مُقَنَّعَه

نَحنُ بَنو أُمِّ البَنينَ الأَربَعَه
وَنَحنُ خَيرُ عامِرِ بنِ صَعصَعَه

المُطعِمونَ الجَفنَةَ المُدَعدَعَه
وَالضارِبونَ الهامَ تَحتَ الخَيضَعَه

يا واهِبَ المالِ الجَزيلِ مِن سَعَه
سُيوفُ حَقٍّ وَجِفانٌ مُترَعَه

إِلَيكَ جاوَزنا بِلاداً مُسبِعَه
إِذِ الفَلاةُ أَوحَشَت في المَعمَعَه

يُخبِركَ عَن هَذا خَبيرٌ فَاِسمَعَه
مَهلاً أَبَيتَ اللَعنَ لا تَأكُل مَعَه

إِنَّ اِستَهُ مِن بَرَصٍ مُلَمَّعَه
وَإِنَّهُ يُدخِلُ فيها إِصبَعَه

يُدخِلُها حَتّى يُواري أَشجَعَه
كَأَنَّما يَطلُبُ شَيئاً ضَيَّعَه

فقال له النعمان: إنك هكذا حقًا، وقام بطرب الربيع وقرب منه وفد بني عامر.

تحليل قصيدة لا تزجر الفتيان عن سوء الرعه”

تُعدّ قصيدة “لا تزجر الفتيان عن سوء الرعه” من أشهر قصائد لبيد بن ربيعة. عبّر لبيد في هذه القصيدة عن فخره بنفسه وبقبيلته، وعن شجاعتهم وكرمهم. كما هاجم الربيع بن زياد وسخر منه.

نبذة عن لبيد بن ربيعة

هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة من هوازن، صحابي وأحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، ولد في نجد في شبه الجزيرة العربية ونشأ فيها، وهو من أصحاب المعلقات السبعة.

تُعدّ قصيدة “لا تزجر الفتيان عن سوء الرعه” من أهمّ قصائد لبيد بن ربيعة، وتُظهر لنا قدرته على الشعر والحكمة والفخر.


شارك المقالة: