قصة قصيدة لعمري لنعم الحي أسمع غدوة
أمّا عن مناسبة قصيدة “لعمري لنعم الحي أسمع غدوة” فيروى بأنه حصل خلاف بين كل من بسطام بن قيس وهانئ بن قبيصة ومفروق بن عمرو على الرئاسة، وكانت قبيلة بكر في تلك الأيام تحت يد الفرس، وفي يوم من الأيام أتت أقوام بنو عبيد وبني عتيبة وبني زبيد من عند القائم على عين تمر وهم متساندون، وكان معهم ثلاثمائة رجل، وكانوا يتوقعون أن ينزل قوم بني يربوع إلى منطقة يقال لها الحزن، فاجتمعت الأقوام في الحزن، ونزل بنو زبيد في منطقة لوحدهم، ونزل كل من بني عتيبة وبني عبيد في منطقة أخرى.
ووصل جيش قبيلة بكر إلى منطقة بقرب الأقوام الثلاثة، فرأى بسطام بيوت بني زبيد، وأتى إلى غلام من غلمان بني ثعلبة، عن هذه البيوت، فأخبره بأنها بيوت بني زبيد، فسأله عن عددها، فأجابه بأنها خمسون بيتًا، فسألهم عن قبيلتي بني عبيد وبني عتيبة، فأخبره بأنهم في روضة الثمد، فعاد إلى قومه وقال لهم: هل تطيعوني؟، فقالوا له: نعم، أرى بأن نغير على بني زبيد، فهم منفردون لوحدهم، فأغاروا على القوم وانتصروا عليهم، ومن ثم توجهوا إلى قبيلتي بني عتيبة وبني عبيد، فأحست فرس رجل منهم يقال له أسيد بهم، فأخذت تضرب بحافرها، فانتبه لها أسيد، وعلم بأن هنالك غزوة عليهم، فركبها وتوجه نحو قوم ثعلبة، واستجار بهم، فلحقوا به، حتى أدركوا قبيلة بكر، واقتتل الجمعان قتالًا شديدًا، حتى هزمت قبيلة بكر، فقال متمم بن نويرة في خبر هذا اليوم:
لعمري لنعم الحيّ أسمع غدوةً
أسيدٌ وقد جدّ الصراخ المصدّق
وأسمع فتياناً كجّنة عبقر
لهم ريّقٌ عند الطّعان ومصدق
أخذن بهم جنبي أفاقٍ وبطنها
فما رجعوا حتّى أرقّوا وأعتقوا
وقال العوام في هذا اليوم:
قبح الإله عصابةً من وائلٍ
يوم الأفاقة أسلموا بسطاما
ورأى أبو الصهباء دون سوامهم
طعناً يسلّي نفسه وزحاما
كنتم أسوداً في الوغى فوجدتم
يوم الأفاقة في الغبيط نعاما
وأكثر العوام الشعر في هذا اليوم، وبسبب ذلك أخذ بسطام إبله فقالت أمه:
أرى كلّ ذي شعرٍ أصاب بشعره
خلا أنّ عوّاماً بما قال عيّلا
فلا ينطقن شعراً يكون جوازه
كما شعر عوّام أعام وأرجلا
نبذة عن متمم بن نويرة
وهو متمم بن نويرة، وهو شاعر وأحد أشراف قومه وفارس مشهود له، وأدرك الإسلام وأسلم وحسن إسلامه، وذلك بعد أن قدم إلى المدينة المنورة.