قصة قصيدة لقد علمت خيل الأعاجم أنني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لقد علمت خيل الأعاجم أنني

اتصف صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم بشجاعتهم وبسالتهم، ومن هؤلاء الفرسان الشجعان شاعرنا عمرو بن معد يكرب الذي اشترك بالعديد من الوقائع والمعارك والفتوحات.

أما عن مناسبة قصيدة “لقد علمت خيل الأعاجم أنني” فيروى بأن عمرو بن معد يكرب طلب من صديق له عندما وصله الخبر بأمر الرسول صل الله عليه وسلم أن يخرج معه إلى الحجاز لكي ينظر في أمره، ولكن صديقه رفض، فخرج لوحده إلى المدينة المنورة، ونزل عند رجل يقال له سعد بن عبادة، فأكرمه، وذهب به إلى النبي فأسلم، وحسن إسلامه.

وقد اشترك عمرو بن معد يكرب في العديد من حروب المسلمين وفتوحاتهم، وقد أبلى البلاء الحسن في تلك الحروب والفتوحات، ففي معركة اليرموك لبى نداء خالد بن الوليد، وقاتل في تلك المعركة حتى فقد إحدى عينيه، وأما في معركة القادسية فقد بعث سعد بن أبي وقاص بكتاب إلى عمر بن الخطاب يطلب منه فيه بأن يمده بجند من عنده، فبعث إليه برجلين وهما عمرو بن معد يكرب، وطليحة، وبعث إليه بكتاب قال له فيه: لقد أمددتك بألفي رجل، وفي خبر ذلك أنشد عمرو بن معد يكرب، قائلًا:

لقد علمت خيلُ الأعاجم أَنّني
أَنا الفارسُ الحامي إذا الناسُ أحجموا

يفخر الشاعر في هذا البيت بنفسه ويقول بأن الفرس يعلمن بأنه هو الفارس الذي لا يخاف إن خاف الناس وأعرضوا عن القتال.

وأنّي غداةَ القادسيّةِ إذ أتَوا
بجمعِهِمُ ليثٌ هَصُورٌ غشمشَمُ

شَدَدتُ على مُهرانَ لمّا لقيتُهُ
بكَفِّيَ صَمصامُ العقيقةِ مِخذَمُ

فغادرتُهُ يكبو لِحُرٍّ جبينهِ
عليه نُسورٌ واقعاتٌ وحُوَّمُ

ولقد خاف بعض الرجال من العرب جيش الفرس بسبب قوة رجالهم وطول سيوفهم، وعندما رأى عمرو بن معد يكرب ذلك رمى بنفسه بينه جيش الفرس، وأسر واحدًا منهم، وعاد به إلى قومه، وقام بذبحه أمامهم، فزال الخوف من قلوبهم، وكان ينشد وهو يفعل ذلك قائلًا:

أَنا أَبو ثَورٍ وَسيفي ذو النُّون
أَضرِبُهم ضَربَ غُلامٍ مجنون
يالَ زُبَيد إِنهم يَموتون

ومع ذلك فقد كان له رأى في الحروب بصفة عامة عبر عنه بأبيات جميلة من الشعر قال فيها:

الحربُ أوّلٌ ما تكونُ فُتيَّةً
تسعى بزينتها لكلِّ جَهولِ

حتى إذا استَعَرَت وشَبَّ ضِرامُها
عادت عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ

شمطاءَ جَزَّت رأسَها وتَنَكَّرَت
مكروهةً للشَّمِّ والتقبيلِ

نبذة عن عمرو بن معد يكرب

هو أبو ثور عمرو بن معد يكرب الزبيدي المذحجي، أسلم وصحب النبي صل الله عليه وسلم، ولكن بعد أن توفي الرسول ارتد عن الإسلام، ومن ثم رجع للإسلام، وحسن إسلامه.

الخلاصة من قصة القصيدة: اشترك عمرو بن معد يكرب في العديد من الحروب مثل معركة اليرموك ومعركة القادسية، وله في الحرب رأي.


شارك المقالة: