قصة قصيدة لله در زياد أيما رجل:
أمّا عن مناسبة قصيدة “لله در زياد أيّما رجل” فيروى بأنه في يوم كتب معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبيه وهو الذي كان عاملًا عند الخليفة علي بن أبي طالب، قائلًا: أما بعد، فإن البيت الذي تربيت فيه معروف عندنا، فلا تأوي إليه كما تأوي الطيور إلى أوكارها، ولولا شيء في نفسي، لقلت لك كما قال العبد الصالح: فلنأتيهم بجنود لا قبل لهم بها، ولنخرجهم منها أذلة وهم صاغرون، ثم كتب:
للهِ دَرُّ زِيَادٍ أيَّما رَجُلٍ
لو كانَ يَعْلَمُ ما يأتي وما يذَرُ
تَنْسَى أباكَ وقد حَقّتْ مَقالَتُهُ
إذْ تَخْطُبُ الناسَ الوالي لنا عُمَرُ
فَافخرْ بوالِدِكَ الأَدْنى ووالدِنَا
إنّ ابنَ حَرْبٍ لَهُ في قَوْمِهِ خَطُرُ
إنّ انتهازَكَ قَوْماً لا تُناسِبُهُم
عدُّ الأَنامِل عارٌ لَيْسَ يُغْتَفَرُ
فانزِلْ بَعِيداً فإنّ اللهُ بَاعَدَهُمْ
عن فضلٍ به يَعْلُو الورى مُضَرُ
فالرّأْيُ مُطّرَفٌ والعَقْلُ تجرِبَةٌ
فيها لصاحبها الإيرادُ والصَّدَرُ
وعندما وصل كتابه إلى زياد بن أبية، وقف وقال للناس: العجب من ابن هند، ورأس النفاق، يقوم بترويعي، وبيني وبينه علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم، وعندما وصل خبر ذلك إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كتب إلى زياد، قائلًا: أمّا بعد، فقد وليتك ما قد وليتك، وإني أهل لذلك، وإن معاوية بن أبي سفيان يأتي الرجل من أمامه ومن خلفه، وعن يمينه وعن يساره، فاحذر منه كل الحذر.
نبذة عن معاوية بن أبي سفيان:
هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، أحد أصحاب الرسول صل الله عليه وسلم، وهو سادس الخلفاء في الإسلام، وأول خلفاء بني أمية، ومؤسس الدولة الأموية في الشام، ولد في عام خمسة عشر قبل الهجرة في مكة المكرمة.
ولّاه أبو بكر الصديق قيادة جيش المسلمين، ووضعه عمر بن الخطاب واليًا على الأردن، وولّاه عثمان بن عفان على دمشق، وعندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة، نشا بينهما خلاف، وبقي الخلاف حتى توفي علي، ومن ثم أصبحت الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان، وابتدأت معه الدولة الأموية.
توفي في عام ستون للهجرة في دمشق.