قصة قصيدة لما تؤذن الدنيا به من شرورها

اقرأ في هذا المقال


من يركض وراء الدنيا ورزقه، وينسى بأن الله تعالى هو من يرزقه، فلن يكون هنالك بركة له في رزقه، وكان إبراهيم بن الأدهم يؤمن بأن الله تعالى هو الرازق، ولن يأتي رزق إلا بأمر الله تعالى، فليس عليه أن يركض ورائه، وينسى أمر دينه.

من هو ابن الرومي؟

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، شاعر من شعراء العصر العباسي.

قصة قصيدة لما تؤذن الدنيا به من شرورها

أما عن مناسبة قصيدة “لما تؤذن الدنيا به من شرورها” فيروى بأن أحد موالي إبراهيم بن الأدهم سأله في يوم من الأيام قائلًا: كيف تستطيع أن تؤمن معيشتك؟، فرد عليه متمثلًا ببيت من الشعر لعدي بن زيد قائلًا:

نُرَقِّعُ دُنيانا بِتَمزيقِ دينِنا
فَلاَ دينُنا يَبقَى ولا ما نُرَقِّعُ

يقول الشاعر في هذا البيت بأن الإنسان يلحق دنياه على حساب دينه، فلا يكسب دينه ولا يكسب دنياه.

وكان إبراهيم بن الأدهم كثيرًا ما يتمثل بأبيات من الشعر لابن الرومي، والتي يقول فيها:

لما تُؤذن الدنيا به من شرورها
يكون بكاء الطفل ساعة يوضَعُ

وإلا فما يبكيه منها وإنها
لأفسح مما كان فيه وأوسع

إذا أبصر الدنيا استهلَّ كأنه
يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع

كأني إذِ استهللت بين قوابلي
بدا ليَ ما ألقى ببابك أجمع

وفي بعض أحوال النفوس كأنها
ترى خلف ستر الغيب ما تتوقع

أقول لوجه حال بعد بياضه
وإسفاره واللون أسود أسفع

ألا أيها الوجه الذي غاض ماؤه
وقد كان فيه مرة يتريَّع

ذقِ الهون والذل الطويل عقوبة
كذا كل وجه لا يعف ويقنع

وفرتُ عليه الماء عشرين حجة
ففرّق منه الحرص ما كنت أجمع

وكان يتمثل أيضًا بأبيات من الشعر لعبد الله بن المبارك يقول فيها:

رأيـتُ الذنـوبَ تميتُ القلوب
ويــتــبِـعُهـا الذلَّ إدمـانُهـا

وتـركُ الذنـوب حياةُ القلوبِ
وخــيــرٌ لنــفـسـكَ عـصـيـانُهـا

وهل بدَّلَ الدينَ إلا الملوكُ
وأحــبــار ســوءٍ ورُهــبـانُهـا

وباعوا النفوسَ فلم يربَحوا
ولم تغلُ في البيع أثمانُها

لقَـد رتـعَ القـومُ فـي جـيـفةٍ
يـبـيـنُ لذي العـقلِ أنتانُها

الخلاصة من قصة القصيدة : سأل أحدهم إبراهيم بن الأدهم في يوم من الأيام عن معيشته من أين يأتي بها، فرد عليه بأبيات من الشعر.


شارك المقالة: