قصة قصيدة لم تصبر لنا غطفان لما

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لم تصبر لنا غطفان لما

أمّا عن مناسبة قصيدة “لم تصبر لنا غطفان لما” فيروى بأن جميع بني بغيض خرجوا من تهامة، وبينما هم في مسيرهم قامت إحدى قبائل مذحج وهي قبيلة صداء بالتعرض لهم، وقاتلوهم على الرغم من أن نسائهم وأطفالهم وكبارهم معهم، فقام أهل بغيض بالقتال دفاعًا عن نسائهم، وتمكنوا من الانتصار على فرسان صداء، ومن بعد ذلك قرروا أن يقيموا حرمًا مثل الحرم الي في مكة المكرمة، بحيث لا يقتل فيه الصيد، ولا تقطع أشجاره، ولا يمنع من أتاه.

وكلفوا رباح بن ظالم بالقيام على أمر هذا الحرم، ووصل خبر بناءهم لهذا الحرم إلى زهير بن جناب وهو سيد بني قضاعة، فقال: والله لن يكون ذلك وأنا على قيد الحياة، ولن أدع غطفان تتخذ حرمًا، وجمع قومه، وذكر لهم ما فعلت غطفان، وأخبرهم بأن عليهم التصدي لهم، فأجابه القوم، فسار بهم حتى غزا غطفان، وقاتلهم وانتصر عليهم، وأخذ واحدًا من فرسانهم أسيرًا، ووضعه في الحرم الي قاموا ببنائه، وقام بضرب عنقه، ومن ثم أعاد إليهم نسائهم، وأخذ منهم أموالهم، وقال في خبر ذلك:

لَم تَصبِر لَنا غَطَفانُ لَمّا
تَلاقَينا وَأُحرِزَتِ النِساءُ

فَلَولا الفَضلُ مِنّا ما رَجَعتُم
إِلى عَذراءَ شيمَتُها الحَياءُ

وَكَم غادَرتُمُ بَطَلاً كَمِيّاً
لَدى الهَيجاءِ كانَ لَهُ غَناءُ

فَدونَكُمُ دُيوناً فَاِطلُبوها
وَأَوتاراً وَدونَكُمُ اللِقاءُ

فَإِناَّ حَيثُ لا يَخفى عَلَيكُم
لَيوثٌ حينَ يَحتَضِرُ اللِواءُ

فَخَلّى بَعدَها غَطَفانُ بَسّاً
وَما غَطَفانُ وَالأَرضُ الفَضاءُ

فَقد أَضحى لِحَيِّ بَني جَنابٍ
فَضاءُ الأَرضِ وَالماءُ الرَواءُ

وَيَصدُقُ طُعنُنا في كُلِّ يَومٍ
وَعِندَ الطَعنِ يُختَبَرُ اللِقاءُ

نَفَينا نَخوَةَ الأَعداءِ عَنّا
بِأَرماحِ أَسِنَّتُها ظِماءُ

وَلَولا صَبرُنا يَومَ التَقَينا
لَقينا مِثلَ ما لَقِيَت صُداءُ

نبذة عن زهير بن جناب

هو زهير بن جناب بن هبل الكلبي، وهو سيد قبيلة قضاعة، وكان خطيبًا وشاعرًا، وكان مبعوث قبيلته إلى الملوك في العصر الجاهلي، كان من المعمرين، وقيل بأنه مات من الإسراف في شرب الخمر في عام خمسمائة وأربعة وستون ميلادي، وهو الذي قام بهدم معبد الآلهة عزى من غطفان.


شارك المقالة: