قصة قصيدة لنا والد لو كان للناس مثله

اقرأ في هذا المقال


من منا لا يحب أبيه، ويراه كأنه أفضل رجل في العالم أجمع، وفي حب الأب قصص وحكايات، ومنها ما حصل مع ابنان قتل أبيهما، فأمسكا بقاتله، وقاداه إلى مجلس الخليفة عمر بن الخطاب، لكي يقتص لهما منه.

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذا البيت الحب والفخر بأبيه، الذي لا يوجد له مثيل.

قصة قصيدة لنا والد لو كان للناس مثله

أما عن مناسبة قصيدة “لنا والد لو كان للناس مثله” فيروى بأن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في يوم من الأيام في مجلسه، وكان عنده كبار الصحابة، وكان يومها يحكم في القضايا، ويستمع إلى أهل المدينة وشكاويهم، وبينما هم جالسون دخل شاب يرتدي ثوبًا نظيفًا، ويمسك به شابان، وهما يجذبانه، حتى أوقفاه بين يدي الخليفة، فنظر الخليفة إليهم، وأمر الشابان أن يفلتا ذلك الشاب، فأفلتاه، واقتربا من الخليفة، وقال أحدهما: يا أمير المؤمنين، إننا أخوان، وقد كان لنا أب كبير في العمر، وكان رجل معظم في قبيلته، وكان يحسن التدبير، وكان لا يأتي الرذيلة، ومعروف بين الناس بفضائله، ربانا ونحن صغار، وأعزنا عندما كبرنا، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

لنا والدٌ لو كان للناس مثله
أبٌ آخرٌ أغناهم بالمناقب

يفخر الشاعر بأبيه، ويقول بأنه لا يوجد مثله بين الناس، ولو كان هنالك رجل آخر مثله لغني الناس بالفضائل.

وفي يوم من الأيام خرج أبانا إلى حديقة، وأخذ يمشي بين أشجارها، وبينما هو في تلك الحديقة قام هذا الشاب بقتله، فنسألك أن تقتص لنا منه، وتحكم بما يقبل به الله تعالى، فنظر الخليفة إلى ذلك الشاب، وقال لها: لقد سمعت ما قال هذا الشاب في أمرك، فما ردك عليه؟، فابتسم الشاب، وقال: يا أمير المؤمنين، والله إنه قد صدق فيما قص عليك، وأخبر لما جرى، ولكن دعني أنهي قصتي بين يديك، ومن ثم إن الأمر يعود إليك، ومن ثم قال: اعلم يا أمير المؤمنين، بأني من عرب الصحراء، وبأنني أبيت في منزل البادية، وفي يوم أتيت إلى هذا البلد، ومعي أهلي ومالي، وخرجت أسير بين حدائقها، وبينما أنا أسير في تلك الحديقة إذ بشيخ كبير في العمر، وفي يده حجر.

ومن ثم أكمل قائلًا: وفي يده حجر، فأخذ يضرب شابًا في ذلك الحجر، حتى قتله، فغضبت على ما رأيت، وأمسكت بذات الحجر، وضربته به حت مات، فأردت أن أهرب، ولكن هذان الشابان قد أدركاني، فقال له الخليفة: لقد اعترفت بذنبك، ووجب عليك القصاص، فقال له الشاب: سمعًا لما تحكم به يا مولاي، ولكن عندي أخ صغير، وترك له أبي ورثًا، وأوصاني أن أعطيه إياه، فدفنته في موضع حتى يكبر، ولا يعلم ذلك المكان أحد سواي، فأمهلني ثلاثة أيام أذهب، وأخرجه، وأعطيه لأخي، ومن ثم أعود إليك، فقال له: ومن يضمن لي عودتك، فنظر الشاب إلى الحاضرين، وأشار إلى أبي ذر الغفاري، وقال له: هذا يكفلني، فقال عمر لأبي ذر: هل تضمنه؟، فقال أبو ذر: نعم، ورضي الشابان بضمانته.

فخرج الشاب، وعاد بعد ثلاثة أيام عاد ذلك الشاب، فتعجب الناس من صدقه، ومنهم الشابان أبناء الرجل الذي قتله، وعندما رأياه قد عاد قررا أن يعفيان عنه.

الخلاصة من قصة القصيدة: قام شاب بقتل رجل، فأمسك به ابناه، وأحضراه إلى مجلس الخليفة عمر بن الخطاب، فأقر الشاب بأنه قد قتله، فحكم عليه الخليفة بالقصاص، ولكنه طلب أن يمهله ثلاثة أيام لكي يعود إلى دياره، ويعطي أخيه ورثته، فأمهله، وعاد الشاب بعد ثلاثة أيام، فسامحه أبناء القتيل.


شارك المقالة: