قصة قصيدة لولا يزيد لأضحى الملك مطرحا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لولا يزيد لأضحى الملك مطرحا

أمّا عن مناسبة قصيدة “لولا يزيد لأضحى الملك مطرحا” فيروى بأن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان معجب بالشاعر صريع الغواني، ولم يكن سبب ذلك الإعجاب به أن صريع الغواني يمدح الخليفة فقط، بل أن الخليفة قد وجده يمدح بقائد جند الخليفة يزيد بن مزيد الشيباني ويشيد بما فعل، عندما تمكن من القضاء على الثورة التي قام بها الخوارج في عهد هارون الرشيد، حتى أنه من شدة الإشادة به، جعله عز الخلافة، حينما قال فيه:

إِذا الخِلافَةُ عُدَّت كُنتَ أَنتَ لَها
عِزّاً وَكانَ بَنو العَبّاسِ حُكّاما

ما مِن عَظيمٍ قَدِ أَنقادَ المُلوكُ لَهُ
إِلّا يَرى لَكَ إِجلالاً وَإِعظاما

يُصيبُ مِنكَ مَعَ الآمالِ صاحِبُها
حِلماً وَعِلماً وَمَعروفاً وَإِسلاما

كَم بَلدَةٍ بِكَ حَلَّ الرَكبُ جانِبَها
وَما يُلِمُّ بِها الرُكبانُ إِلماما

إِذا عَلَوا مَهمَهاً كانَ النَجاءُ لَهُم
إِنشادَ مَدحِكَ إِفصاحاً وَتَرناما

لَو كانَ يَفقَهُ القَولَ طائِرُها
غَنّى بِمَدحِكَ فيها بومُها الهاما

لَو لَم تُجِبكَ جُنودُ الشامِ طائِعَةً
أَضرَمتَ فيها شِهابَ المَوتِ إِضراما

وَوَقعَةٍ لَكَ ظَلَّ المُلكُ مُبتَهِجاً
فيها وَماتَ لَها الحُسّادُ إِرغاما

رَدَدتَ فيها إِلى الإِسلامِ مظلَمَةً
سَوّى الإِلَهُ بِها فِهراً وَهَمّاما

لَو لَم تَكونوا بَني شَيبانَ مِن بَشَرٍ
كُنتُم رَواسيَ أَطوادٍ وَأَعلاما

كما أن صريع الغواني قد جعل من يزيد الشيباني السد الذي يمنع أعداء الدولة العباسية من أن يصلوا لما يريدون، وهو أيضًا صمام الأمان في الحروب ضد الخوارج، وضد الدول المجاورة أيضًا، وذلك في قوله:

لَولا يَزيدُ لَأَضحى المُلكُ مُطَّرَحاً
أَو مائِلَ السَمكِ أَو مُستَرخيَ الطِوَلِ

سَلَّ الخَليفَةُ سَيفاً مِن بَنى مَطَرٍ
أَقامَ قائِمُهُ مَن كانَ ذا مَيَلِ

كَم صائِلٍ في ذَرا تَمهيدِ مَملَكَةٍ
لَولا يَزيدُ بَني شَيبانَ لَم يَصُلِ

نابُ الإِمامِ الَّذي يَفتَرُّ عَنهُ إِذا
ما اِفتَرَت الحَربُ عَن أَنيابِها العُصُلِ

مَن كانَ يَختِلُ قِرناً عِندَ مَوقِفِهِ
فَإِنَّ قِرنَ يَزيدٍ غَيرُ مُختَتَلِ

سَدَّ الثُغورَ يَزيدٌ بَعدَما اِنفَرَجَت
بِقائِمِ السَيفِ لا بِالخَتلِ وَالحِيَلِ

كَم أَذاقَ حِمامَ المَوتِ مِن بَطَلٍ
حامي الحَقيقَةِ لا يُؤتى مِنَ الوَهَلِ

أَغَرُّ أَبيَضُ يُغشى البَيضَ أَبيَضُ لا
يَرضى لِمَولاهُ يَومَ الرَوعِ بِالفَشَلِ

يَغشى الوَغى وَشِهابُ المَوتِ في يَدِهِ
يَرمي الفَوارِسَ وَالأَبطالَ بِالشُعَلِ

يَفتَرُّ عِندَ اِفتِرارِ الحَربِ مُبتَسِماً
إِذا تَغَيَّرَ وَجهُ الفارِسِ البَطَلِ

نبذة عن صريع الغواني

مسلم بن الوليد الأنصاري، شاعر من شعراء العصر العباسي، ولد في الكوفة في العراق، وهو شاعر غزل.


شارك المقالة: