قصة قصيدة ليلة المولد الذي كان للدين

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ليلة المولد الذي كان للدين

أمّا عن مناسبة قصيدة “ليلة المولد الذي كان للدين” فيروى بأن الرسول صل الله عليه وسلم قد ولد في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، ولم يولد في النهار، بل ولد في الليل عند طلوع الفجر، وقد شهدت ولادته أم عثمان بن أبي العاص، وقالت بأنه عندما ولد لم تنظر إلى مكان من البيت إلا وكان منيرًا، وقالت بأنها قد رأت النجوم تقترب من البيت، حتى ظنت بأنها سوف تقع عليها، ويروى بأن نورًا خرج من أمه، وقد أضاء هذا النور قصور الشام، وفي ذلك يقول الإمام البوصيري:

ليلةُ المولدِ الذي كَان للدِّينِ
سرورٌ بيومِهِ وازْدِهاءُ

وتوالَتْ بُشْرَى الهواتفِ أن قدْ
وُلِدَ المصطفى وحُقّ الهَناءُ

وتَدَاعَى إيوانُ كِسْرَى ولَوْلا
آيةٌ مِنكَ ما تَدَاعَى البناءُ

وغَدَا كلُّ بيتِ نارٍ وفيهِ
كُرْبَةٌ مِنْ خُمودِها وَبلاءُ

وعيونٌ لِلْفُرسِ غارَتْ فهل كانَ
لنِيرانِهِم بها إطفاءُ

مَوْلِدٌ كان منهُ في طالعِ الكُفْرِ
وبالٌ عليهِمُ ووباءُ

فَهنيئاً به لآمِنَةَ الفَضلُ
الذي شُرِّفَتْ به حوَّاءُ

مَنْ لِحَوَّاءَ أنها حملَتْ أحْمدَ
أو أنها به نُفَسَاءُ

يوْمَ نَالت بِوَضْعِهِ ابنَةُ وَهْبٍ
مِنْ فَخَارٍ ما لم تَنَلْهُ النِّساءُ

وَأَتَتْ قومَها بأفضلَ مما
حَمَلَتْ قبلُ مريمُ العذراءُ

شمَّتته الأَملاكُ إذ وضَعَتْهُ
وشَفَتْنَا بِقَوْلِهَا الشَّفّاءُ

وبعد أن ولدته آمنة بنت وهب بعثت به إلى جده عبد المطلب، ففرح به فرحًا شديدًا، وحمله، وتوجه به إلى الكعبة، ودخل به إليها، وقال في ذلك أشعارًا، وقام بذبح كبشًا كبيرًا عنه، وهو من سماه محمد، كما وقد فرح جميع أعمامه بولادته، حتى أن عمه أبا لهب قام بعتق الجارية التي بشرته بولادته، وتدعى هذه الجارية ثويبة، وهي أول مرضعة للرسول صل الله عليه وسلم،

وعن ابن عباس رضي الله عنه بأن ولادة الرسول صل الله عليه وسلم ونزول النبوة عليه، وهجرته إلى المدينة المنورة، ونزول سورة البقرة عليه، جميعها حصلت في يوم الإثنين في شهر ربيع الأول.

نبذة عن الإمام البوصيري

هو محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، شاعر صنهاجي اشتهر بمدائحه النبوية. ومن أشهر قصائده قصيدة البردة، ولد في إحدى مدن الجزائر، وتوفي في الإسكندرية في مصر


شارك المقالة: