قصة قصيدة لي حبيب خياله نصب عيني

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة لي حبيب خياله نصب عيني

أمّا عن مناسبة قصيدة “لي حبيب خياله نصب عيني” فيروى بأن الخليفة المأمون جلس في يوم من الأيام في قصره، وأحضر كبار دولته، كما وأحضر الشعراء والندماء، وكان من بين الندماء رجل يقال له محمد البصري، وبينما هم جالسون، نظر الخليفة إلى محمد، وقال له: يا محمد، أخبرني بخبر لم أسمعه قط، فقال محمد: كان في الأيام الماضية رجل من اليمن، وكان غنيًا، ورحل من اليمن إلى بغداد، فطابت له العيشة فيها، فنقل كل أهله وماله إليها، وكان عنده ست جوار، كأنهن الأقمار، أما الأولى فكانت بيضاء، والثانية كانت سمراء، والثالثة انت سمينة، والرابعة كانت هزيلة، والخامسة كانت صفراء، والسادسة كانت سوداء، وفي يوم من الأيام جمعهن عنده في المجلس، وطلب الطعام، فأكلوا وشربوا، ومن ثم أشار إلى الجارية البيضاء، وقال لها: أسمعينا من لذيذ المقال، فأخذت تنشد قائلة:

لي حبيب خياله نصب عيني
واسمه في جوارحي مكنون

إن تذكرته فكلـي قـلـوب
أو تأملته فكـلـي عـيون

قال لي عاذلي أتسلو هـواه
قلت ما لا يكون كيف يكون

يا عاذلي امض عني ودعني
لا تهون على ما لا يهـون

فطرب وشرب كأسًا، ثم ملأ الكأس، وأشار إلى الجارية الثانية، وثال لها: أسمعينا صوتك الجميل، فأخذت تنشد قائلة:

وحياة وجهك لا أحب سواكا
حتى أموت ولا أخون هواكا

يا بدر تم بالجميل مبرقـعـاً
كل الملاح تسير تحت لواكا

أنت الذي فقت الملاح لطافة
والله رب العالمين حبـاكـا

فطرب وشرب كأسه، وملأها، وأشار إلى السمينة، وقال لها: قلبي علينا الأهواء، فأخذت تنشد قائلة:

إن صح منك الرضا يا من هو الطلب
فلا أبالي بكل الناس إن غضـبـوا

وإن تبدي محياك الـجـمـيل فـلـم
أعبأ بكل ملوك الأرض إن حجبـوا

قصدي رضاك من الدنيا بأجمعـهـا
يا من إليه جميع الحسن ينـتـسـب

فطرب وشرب الكأس، ومن ثم ملأها، وأشار إلى الهزيلة، وثال لها: أسمعينا الألفاظ الحسنة، فأخذت تنشد قائلة:

ألا في سبيل الله ما حل بيمنكما
بصدكما حيث لا أصبر عنكمـا

إلا حاكم في الحب يحكم بينـنـا
فيأخذ لي حقي وينصفني منكما

فطرب وشرب الكأس، ومن ثم ملأها، وأشار إلى الجارية الصفراء، وقال لها: أسمعينا من لطيف الشعر، فأخذت تنشد قائلة:

لي حبيب إذا ظهرت إلـيه
سل سيفاً علي من مقلتـيه

أخذ الله بعض حقي مـنـه
إذ جفاني ومهجتي في يديه

كلما قالت يا فؤادي دعـه
لا يميل الفـؤاد إلا إلـيه

هو سؤلي من الأنام ولكـن
حسدتني عين الزمان عليه

فطرب وشرب الكأس، ومن ثم ملأها، وقال للجارية السوداء: أسمعينا ولو كلمتين، فأخذت تنشد قائلة:

ألا يا عين بالعبرات جـودي
فوجدي قد عدمت به وجودي

أكابد كل وجدي من حـبـيب
ألفت به ويشمت بي حسودي

وتمنعني العـواذل ورد خـد
ولي قلب يحن إلى الـورود

لقد دارت هناك كؤوس راع
بأفراح لذي ضرب وعـود

حالة الشاعرة

كانت حالة الجارية عندما أنشدت هذه القصيدة الألم من الحب، وبعد محبوبها عنها.


شارك المقالة: