قصة قصيدة ماذا بقلبي من دوام الخفق

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ماذا بقلبي من دوام الخفق

أمّا عن مناسبة قصيدة “ماذا بقلبي من دوام الخفق” فيروى بأن عريب وهي جارية من جواريالعصر العباسي كانت قد ولدت في قصور البرامكة، فعهد يحيى البرمكي بها إلى إحدى العملات في القصر حتى ترعاها، ولكن عندما حدثت نكبة البرامكة، سرقت وهي ما زالت طفلة من القصر، وأصبحت تباع من نخاس إلى آخر، حتى اشتراها في يوم من اليوم رجل يقال له عبد الله بن إسماعيل، وكان عبد الله المسؤول عن مراكب الخليفة هارون الرشيد.

فخرج عبد الله بها، واتجه نحو البصرة، وكانت البصرة في تلك الأيام مركز العديد من الثقافات، ومقصد العديد من الأدباء والشعراء، فقام مولاها بتعليمها الأدب، كما أنه قد علمها الخط والنحو والشعر والغناء، فأتقنت كل ذلك، فأصبحت واحدة من أحسن الجواري في الغناء، كما أنها كانت شديدة الجمال، فشغل بها العديد من أهل زمانها من خلفاء ووزراء وقادة وعمال، فاستطاعت عريب أن تستأثر بقلوب عدد من الخلفاء من أمثال الأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمعتز.

ويروى بأن الخليفة المأمون كان يأخذها معه في حروبه مع الروم، وفي واحدة من أسفارها معه، وبينما هم في طريقهم إلى بلاد الروم، كان مع الخليفة رجل يقال له اليزيدي، وكان هذا الرجل أحد عمال الخليفة، وكان يجيد الشعر، وعندما علمت عريب بأنه يجيد الشعر، توجهت إليه، وجلست معه، وطلبت منه أن ينشدها شيء من شعره، فأنشدها قصيدة قال فيها:

ماذا بقلبي من دوام الخفق
إذا رأيت لمعان البرق

من قبل الأردن أو دمشق
لأن من أهوى بذاك الأفق

ذاك الذي يملك مني رقي
ولست أبغي ما حييت عتقي

وعندما سمعت ما قال من شعر تنفست نفسًا كادت ضلوعها تخرج من مكانها من شدته، فأنشد قائلًا:

إني لأحسب أن الشيب غير حالتي
وصير وصل الغانيات محرما

فقال لها اليزيدي: والله إن هذا التنفس لتنفس عاشق، فقالت له: اسكت أيها العجوز، أنا عاشقة؟، ومن ثم قامت من عنده.

نبذة عن أبي محمد اليزيدي

هو أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف باليزيدي، وكان لقويًا ونحويًا، سكن في بغداد، واتصل بالخلفاء العباسيين، فكان يعلم المأمون.


شارك المقالة: