قصة قصيدة ما زال إهداء الضغائن بينهم

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن حضرمي بن عامر الأسدي:

هو حضرمي بن عامر بن مجمع الأسدي، من قبيلة أسد، من الصحابة، وهو شاعر فارس.

قصة قصيدة ما زال إهداء الضغائن بينهم:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما زال إهداء الضغائن بينهم” فيروى بأنه في يوم قام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ببعث عبد الله بن العباس إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فتوجه إلى بيتها، وعندما وصل طرق على بابها، فأذنت له بالدخول، وعندما دخل لم يجد شيئًا يجلس عليه، فأخذ بوسادة وجلس عليها، فقالت له عائشة: يا ابن العباس، إنّك قد أخطأت في السنة، فقد جلست على وسادة لنا، من غير إذننا، وأنت في بيتنا، فقال لها ابن العباس: والله إنّ هذا ليس ببيتك، وإنّما بيتك هو الذي أمرك الله سبحانه وتعالى بأن تجلسي به، ولو كان هذا بيتك لما جلست على وسادتك قبل أن استأذن منك.

ثم أكمل ابن العباس قائلًا: إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قد بعثني إليك لكي أخبرك بأن عليك المغادرة إلى بلادك، فقالت له عائشة: وأين أمير المؤمنين؟، فهو عمر بن الخطاب، فقال له ابن العباس: وعلي أيضًا، فقالت له عائشة: أبيت أبيت، فقال لها ابن العباس: والله إن رفضك ما هو إلا قصير الأمد، له تبعات عظيمة، لا يعود عليك بالمنفعة بأي شيء، وإن أمرك ما هو إلّا كمن يحلب شاة، فأنت الآن لا تأمرين ولا تنهين، ولا تأخذين ولا تعطين، وما حالك إلا كما قال أخي من بني أسد حينما قال:

ما زال إهداء الضغائن بينهم
تترى الحديث وكثرة الألقاب

حتى تركت كأن صوتك بينهم
في كل مجمعةٍ طنين ذباب

فبكت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حتى سمع ابن العباس صوت بكائها من وراء الحجاب، ثم قالت له: سوف أرحل إلى بلادي إن شاء الله في أقرب وقت، والله إنّه لا يوجد بلد أكره إلي من بلد أنتم فيها، فقال لها ابن العباس: ولم تقولين ذلك؟، فنحن من جعلنا من أباك صديقًا، فقالت له: هل تمن علي برسول الله صل الله عليه وسلم يا ابن العباس؟، فقال لها ابن العباس: ولم لا؟، فلو كان منك لمننت علينا به.


شارك المقالة: