قصة قصيدة ما زلت أطوي الحي أسمع حسهم:
أمّا عن مناشبة قصيدة “ما زلت أطوي الحي أسمع حسهم” فيروى بأن رجلًا من بني الرباب يقال له حباب قام بقتل رجل من بني كلب، فاجتمع قوم كلب على أن يدفع لهم الدية، ولكنه لم يكن يملكها، فرهنوا عليها امرأته وابنه حية، فخرج يجمع المال لكي يدفع الدية، ولكنه لم يقدر على جمعها، وكان ابنه وامرأته عند قبيلة كلب، وبما أنه لم يدفع لهم الدية بقي ابنه عندهم، فشبّ بينهم، وأصبح من أحسن الشباب، وكان جميلًا، فأحبته فتاة منهم، وتعلقت به تعلقًا شديدًا، وانتشر خبرها في القبيلة، فطلبته قبيلة كلب، وعندما وصله خبر ذلك فرّ هاربًا منهم، ولحق به أخو الفتاة، ولكنه قام بقتله.
واستجار بقوم من بلقين، ولكن فتاة من القوم أحبته، وعندما علم القوم بذلك طلبوه هم الآخرون، ففرّ هاربًا منهم، وتوجه إلى أمه التي تعيش في قبيلة كلب، ودخل عليها، فقالت له: ويلك، إن القوم يريدون قتلك، فاهرب، فقال لها: والله لن أهرب من أحد بعد الآن، فأخفته أمه، وأخبرت إحدى نساء الحي بخبره، وكان لهذه المرأة ابنًا رضع من أم حية، فقالت لها: أرسليه إلي وأنا أجيره، فأرسلته لها، وعندما وصلها خاطت له رداءً يغطيه كاملًا، وألبسته إياه، ووضعته في فناء بيتها، حتى أتاها رجل يقال له عدي بن أوس الكلبي، فأخبرته بأن هذا الشاب يحتاج إلى من يجيره، فأجاره، وأخذه معه إلى بيته.
وعندما وصل به إلى بيته شكّ في أمره، فأمره بأن يخلع الرداء، وعندما خلعه عرف بأنه حية، فغضب غضبًا شديدًا، وأراد أن يقتله، ولكنه كان قد وعد بأنه قد أجاره، فلم يستطع أن يخلف وعده، فأبقاه في بيته، وبينما هو في بيته، وقعت في حبه ابنته، وهو أحبها، وبقيا يلتقيان مدة دون أن يعرف أباها، فقال في خبر ذلك:
ما زِلتُ أطوي الحيَّ أسمعُ حِسَّهُم
حتى وقعتُ على ربيبة هَوْدَجِ
فوضعتُ كفي عند مقطعِ خصرِها
فتنفَّست بُهرًا ولما تَنْهَج
وتناولت رأسي لتَعرف مسه
بمُخَضَّبِ الأطرافِ غير مُشنَّجِ
قالت: وعيشِ أبي ونعمة والدي
لأنبِّهنَ الحي إن لم تخرُجِ
فخرجتُ خيفةَ أهلها فتبسَّمت
فعلِمتُ أن يَمينها لم تُحرَجِ
وعندما وصل خبر حبهما لبعضهما البعض إلى أبيها، أمر بحية أن يربط، ثم أخرجه من الحي وقتله.
نبذة عن حية بن حباب:
هو حية بن حباب، من بني الرباب، ويقال له جاركرز الربابي.